أم الزينات

كانت القرية تنتصب على جرف صخري في الجزء الجنوبي الشرقي من جبل الكرمل، وتشرف على بلاد الروحاء. وكانت طريق فرعية تصلها بالطريق العام الساحلي، كما بطريق حيفا- جنين العام. في أواخر القرن التاسع عشر، كانت أم الزينات قرية مبنية بالحجارة على تل له شكل السرج، وكان عدد سكانها 350 نسمة تقريباً، ويزرعون 25 فداناً (الفدان = 100-250 دونماً).
كانت أم الزينات واحدة من القرى العشر الكبرى ف القضاء من حيث عدد اسكان (1450 مسلماً، و20 مسيحياً)، ومن حيث المساحة. وكانت القرية على شكل مضرب كرة المضرب، مع امتداد ((المقبض)) في اتجاه الشمال الشرقي. وكانت منازلها المبنية بالحجارة متجمعة بعضها قرب بعض. في سنة 1888، أيام العثمانيين، أُنشئت فيها مدرسة ابتدائية للبنين.

كان سكان القرية يتزودون المياه للاستخدام المنزلي من آبار عدة، ويعتمدون في معيشتهم على تربية الدواجن وعلى الزراعة، فيستنبتون الحبوب والخضروات والأشجار المثمرة. في سنة 1943، خصصوا من الأرض ما مساحته 1834 دونماً للزيتون، وكانت هذه أوسع مساحة لشجر الزيتون في القضاء. وكان في القضاء. وكان في أم الزينات أربع معاصر زيتون يدوية. في 1944/1945، كان ما مجموعه 9879 دونماً مخصصاً للحبوب، و1742 دونماً مروياً أو مستخدَماً للبساتين. وكان في القرية نفسها آثار باقية من موقع كان آهلاً قديماً، بينها أُسس أبنية دارسة وقبور منقورة في الصخر، وكذلك تابوت حجري يقع في الركن الشرقي من القرية. وعلى بعد كيلومتر من القرية كانت تقع خربة الهراميس، حيث وُجدت بقايا قرية قديمة لم تؤرّخ بعد.

إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا 

في أوائل أيام الحرب نفّذت وحدة صهيونية قوامها عشرة من رجال الميليشيا، يرتدون بزات الجيش البريطاني، هجوماً على أم الزينات، متبعة تكتيكاً استُعمل كثيراً للتمكن من دخول القرى العربية. وكانت صحيفة ((فلسطين)) نشرت تقريراً يفيد أن الغارة وقعت ليل 19-20 كانون الثاني/يناير 1948، وأنها صُدّت. لكن الصحيفة لم تشر إلى وقوع إصابات [ف: 21/1/48].
في إثر سقوط حيفا احتلّت قوات الهاغاناه، في سياق عملية بيعور حَميتس (التطهير في الفصح)، بعض القرى في المنطقة المجاورة. وفي 15 أيار/مايو، احتلت الكتيبة الرابعة في لواء غولاني أم الزينات؛ وذلك استناداً إلى ((تاريخ حرب الاستقلال)). وكانت أم الزينات تقع على ما كانت تعتبره الهاغاناه ((طريق الإمداد الرديف)) إلى حيفا، إذ كان الطريق الساحلي قطعته مجموعة قرى فلسطينية (المثلث الصغير) حتى نهاية تموز/يوليو. وذكرت ((نيويورك تايمز)) في 15 أيار/مايو، نقلاً عن مصادر الهاغاناه، أن هذه القوات استولت على قرى عربية ((عدة))، تقع على منحدرات جبل الكرمل وبالقرب من عفولاه [NYT: 16/5/48; T: 252].

القرية اليوم

حُوّلت منازل القرية إلى أنقاض يتبعثر ركامها في أرجاء الموقع، الذي اكتسحته الأشواك والقندول ونبات الصبّار وأشجار التين والرمان. وثمة غابة صغيرة تكسو جزءاً من الموقع. ولا تزال مقبرة القرية بادية للعيان. أمّا الأراضي المحيطة فيستخدم الإسرائيليون بعضها مرعى للمواشي، وبعضها الآخر لزراعة الأشجار المثمرة والزيتون.

المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية

في سنة 1949، أنشأ الصهاينة مستعمرة إليكيم في الطرف الجنوبي لموقع القرية.

المصدر:
كتاب كي لا ننسى، وليد الخالدي
www.palestineremembered.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *