كانت القرية تقع على قمة تل, مشرفة على ساحل البحر الأبيض المتوسط من جهة الغرب, وعلى امتداد شاسع من السهل الساحلي من جهة الشرق. وكانت إجليل القبلية (الجنوبية) تقع على بعد 100 متر الى الجنوب الغربي من شقيقتها قرية إجليل الشمالية. وقد سميت بهذا الاسم, في أرجح الظن, تيمنا بالشيخ صالح عبد الجليل, الذي كان ضريحه \ مقامه قائما في الموقع. ويعود تاريخ إجليل القبلية ضريحه الى نهاية القرن التاسع عشر على الأقل فهي ملحوظة على خريطة المنطقة التي رسمها سنة 1881 مؤلفو كتاب(مسح فلسطين الغربية). وكان سكانها جميعهم من المسلمين في ذلك الوقت, وكانت منازلهم مبنية بالطوب أو بالاسمنت ومتجمعة على نحو غير وثيق في ثلاث حارات تفصل بينها راض خالية ما لبثت أن امتلأت, بالتدريج بالبناء الحديث. كان تلامذة القرية يؤمون مدرسة إجليل الشمالية وكان عدد تلامذة القريتين نحو 64 تلميذا في سنة 1945. ولقد أتاحت طبيعة المنطقة ذات التربة الرملية, لسكان إجليل القبلية أن يزرعوا الفاكهة, ولا سيما الحمضيات. في 1944\1945, كان ما مجموعه 923 دونما مخصصا للحمضيات الموز, و 7087 دونما للحبوب, و 85 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين. وقد اهتم سكان القرية بصيد السمك, إضافة الى الزراعة. وعلى بعد اهتم سكان القرية بصيد السمك إضافة الى الزراعة. وعلى بعد نحو كيلومتر إلى الشمال الغربي من القرية يقع تل مكميش ( 131174) الذي نقب في الفترة بين سنتي 1977و 1980. وقد كشفت التنقيبات أن الثامن للميلاد, يتخلل ذلك أربع فجوات زمنية تدل على هجر القرية لفترات متقطعة.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
ورد في (تاريخ الهاغاناه)أن اجتماعا عقد في بيتح تكفا, في أواخر سنة 1947 أو أوائل سنة 1948, بين ممثلين عن الهاغاناه وبين مخاتير بعض القرى المجاورة, عبر فيه المخاتير عن( رغبتهم في السلام). وذكر أن مختار إجليل القبلية كان بين المجتمعين, لكن يبدو أن الاجتماع لم يغن شيئا في ضمان أمن القرية. ويقول المؤرخ الإسرائيلي بين موريس إن سكان القرية نزحوا عنها في 3 نيسان\ أبريل 1948, خوفا من هجوم يهودي. ويزعم ( تاريخ الهاغاناه) أنهم غادروها من جراء ضغط بعض رجال الميليشيا العرب. وفي ذلك الوقت, كانت كل المنطقة الواقعة بين تل أبيب وهيرتسليا قد أخليت تماما من سكانها العرب.
بعد مرور فترة غير قصيرة من الحرب, أصبحت إجليل القبلية معسكر للسجناء العرب الذين أسرتهم الهاغاناه. وقد نقل مراسل ( نيورك تايمز) في 11 تشرين الأول\ أكتوبر, (أن نحو نصف ال 5000 أسير عربي, الذين أسرهم الجيش الإسرائيلي منذ أيار\ مايو, محتجز في مخيم نصب بسرعة على رمال و عشة في واد صغيرة مجاور لهذه القرية التي كانت ذات يوم عربية) وكان المخيم يبعد قليلا عن طريق تل أبيب- حيفا, على بعد بضع مئات من الأمتار من البحر, وكان يشتمل على أكثر من 200 خيمة كبيرة. وقد ذكر المراسل أنه ( حتى سلطات المخيم ليست متأكدة من عدد [ السجناء] الذين كانوا من أفراد الجيوش العربية فعلا). وكان في جملتهم نحو 250 فلسطينيا ألقي القبض عليهم بعد الاستيلاء على قراهم.
القرية اليوم
يستخدم الموقع مكبا للنفايات, ومن العسير تمييز القرية الأصلية. وثمة على رقعة صغيرة من التل لم تغلب النفايات عليها بعد, بقايا منازل حجرية قرب صهريج لتخزين البنزين, هذا فضلا عن أجمة من النباتات البرية والصبار. و على بعد نحو 100 متر شرقي الصهريج يقوم منزل مهجور بالقرب من بقايا بناء مهدم تهديما كاملا.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
لا مستعمرات إسرائيلية على أراضي القرية.