كانت القرية تقع على السفوح الشمالية الشرقية لجبل الضاحي وتتجه صوب الشمال مشرفة على مرج ابن عامر. وكانت على بعد بضعة كيلومترات من طريق عام يوصل الى طبرية والناصرة وكان خط أنابيب شركة نفط العراق البريطانية (lpc) يمر على بعد نصف كيلومتر شمالي القرية. وربما اشتق اسم القرية من اسم بلدة عين دور الكنعانية المذكورة في العهد القديم باعتباره الموضع الذي استشار فيه شاول المرأة صاحبة الجان قبل الذهاب لقتال الفلسطينيين( صموئيل الأول 28: 4- 25). ومن الجائز أن البلدة القديمة كانت قائمة في موقع إندور الحديثة, أو في موقع تل العجول (185226), أو خربة الصفصافة (187227) وهما خربتان مجاورتان لإندور. وقد سماها الصليبيون إندور. في سنة 1569, كانت إندور قرية في ناحية شفا (لواء الجولان), وعدد سكانها 22 نسمة. وكانت تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والزيتون بالإضافة إلى عناصر أخرى من المستغلات كالماعز وخلايا النحل.
في أواخر القرن التاسع عشر, كانت إندور قرية مبنية بالطوب على سفح تل شديد الانحدار. وكانت كهوف صغيرة عدة تقع في موضع مرتفع عن القرية. وكان من أبرز أبناء القرية الشيخ توفيق إبراهيم من قادة ثورة 1936-1939 ضد البريطانيين. وكان الشيخ توفيق من أعوان الشيخ عز الدين القسام, الخطيب الحيفاوي الذي أطلق استشهاده في مقاتلة القوات البريطانية سنة 1935 الثورة في السنة التالية.
كانت إندور تتألف من سلسلة متلوية من المنازل, انسجاما مع التواءات الموقع. وكانت منازلها مبنية بالحجارة والأسمنت أو بالحجارة والطين. وكان سكانها كلهم من المسلمين, باستثناء مسيحي واحد. وقد أنشئ في القرية أيام العثمانيين مدرسة( كان يؤمها تلامذة من قرية نين المجاورة), لكن حكومة الانتداب أغلقتها. وكانت زراعة الحبوب عماد اقتصاد القرية. في 1944\ 1945, كان ما مجموعه 24 دونما مخصصا للحمضيات والموز, و9864 دونما للحبوب, و394 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين, منها 180 حصة الزيتون. وكان سكان القرية يعنون أيضا بتربية المواشي. ويشير وجود الصهاريج والإهراءات والقبور المنحوتة جميعها في الصخر, فضلا عن وجود المنازل القديمة المهجورة التي ما زالت رسومها قريبة المسافة من مساكن القرية, إلى أن الموقع استمر آهلا منذ أمد بعيد.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
يروي المؤرخ الإسرائيلي بني موريس أن القرية احتلت في 24 أيار (مايو) 1948, ومن الجائز أن يكون سكان إندور غادروها جراء هجوم عسكري, ونتيجة سقوط بلدة بيسان المجاورة. ومع أن معظم أنحاء وادي بيسان وقع في قبضة الهاغاناه قبل 15 أيار (مايو) فقد راح لواء غولاني (يطهر المنطقة ويدافع عنها) حتى أوائل حزيران (يونيو).
القرية اليوم
لا تزال حيطان عدة, تداعت أجزاء منها, قائمة في موقع القرية. وينبت في أراضي القرية شجر النخيل والدوم والتين واللوز. ويزرع الإسرائيليون الأراضي المستوية المجاورة, بينما تستخدم أراضي التلال مرعى للمواشي.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
لا مستعمرات إسرائيلية على أراضي القرية. أما مستعمرة دفرات (183228) فتقع في الجوار, إلى الغرب تماما من موقع القرية, وقد أسست في سنة 1946 على الحدود بين أراضي إندور وأراضي قرية دبورية (185233)