كانت القرية تنهض على تل يشرف على وادي بيسان شرقا, ووادي يبلى شمالا, وأراضي مدينة بيسان جنوبا. وقد سميت القرية التي كانت تعتمد على بيسان للخدمات الإدارية والتجارية تيمنا بالسلطات العثماني عبد الحميد الثاني ( 1876- 1909). وكانت طريق فرعية, طولها نحو كيلومترين, تربطها بالطريق العام المؤدي الى بيسان. كما كان ثمة طرق أخرى تربطها بأربع قرى مجاورة. وكان شكلها مستطيلا وتتخللها أزقة ضيقة مشكلة شبكة متصالبة. وكانت منازلها مبنية بالطوب. وفي أثناء توسعها البطيء, في النصف الأول من القرن الحالي, شيدت منازل جديدة بالأسمنت على جوانب الطرق المؤدية إلى القرى المجاورة. وقد صنف ( معجم فلسطين الجغرافي المفهرس) القرية مزرعة. وفي القسم الشمالي الشرقي منها كان يوجد مقام خالد, وهو ولي مسلم محلي. وكان سكانها, وهم من المسلمين يعنون بالزراعة في الدرجة الأولى. وكانت الحبوب والخضروات على أنواعها تزرع في أراضيها. في 1944 \1945و كان ما مجموعه 164 دونما مخصصا للحمضيات والموز, و 4395 دونما للحبوب, و 8 دونمات مروية أو مستخدمة للبساتين.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
نجح لواء غولاني في على مدينة بيسان و ( طهر) معظم وادي بيسان من سكانه في أثناء حملة بدأت في النصف الأول من أيار\ مايو 1948. وكانت الحميدية إحدى القرى القليلة التي بقيت. واستنادا الى المؤرخ الإسرائيلي بني موريس, فإن سكانها تركوها في 12 أيار\ مايو ( من جراء نزوح سكان بيسان وضغط الهاغاناه). لكن موريس لا يحدد نوع الصهيونية المجاورة بطلب الى السلطات الإسرائيلية للحصول على إذن في هدم القرية( وثلاث قرى أخرى في المنطقة). ولا يستبان من رواية موريس هل منح هذا الإذن أم لا, أو متى تم تدمير القرية.
القرية اليوم
باستثناء خرائب منازلها ( التي تحولت إلى ركام من الأسمنت) والمقبرة وبعض الآثار, لا يوجد في الموقع سوى الأشواك. أما الأراضي المجاورة فيستخدمها الإسرائيليون للزراعة ولرعي المواشي.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
تقع مستعمرة حرمونيم التي أقيمت في سنة 1942 على بعد كيلومترين إلى الجنوب من موقع القرية, بالقرب من أراضي القرية لا عليها. وقد أعيدت تسمية هذه المستعمرة باسم حمادياه ( 199214) في سنة 1952, كي يماثل اسمها العربي: المحيدية.