كانت القرية مبنية على قمة الراس الأحمر المستوية. وكانت الطريق غير المعبدة التي تربطها بصفد تمر أيضاً بقرية طَيْطَبا في الجنوب. كما كانت طريق غير معبدة أخرى تتفرع من طريق صفد-كفر برعم، وتربطها بقريتي طيطبا والريحانية في الشمال. في سنة 1596، كانت الراس الأحمر قرية في ناحية جيرة (لواء صفد)، وعدد سكانها 418 نسمة. وكانت تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير، بالإضافة إلى عناصر أُخرى من الانتاج والمستغلات كالماعز وخلايا النحل وكروم العنب ومعصرة تستعمل لعصر الزيتون أو العنب. في أواخر القرن التاسع عشر، وصف الرحالة الراس الأحمر بأنها قرية مبنية بالحجارة على تل مرتفع حيث أقام القرويون بساتينهم. كما قُدر عدد سكانها بما يتراوح بين 150 و350 نسمة. وكان لا بد من أن تمتد أية أبنية جديدة في اتجاه الجنوب، نظراً إلى شدة انحدار سفوح التل من جهات الشمال والشرق والغرب.
كان سكان القرية كلهم من المسلمين، ولهم فيها مدرسة ابتدائية للبنين أُسست أيام الانتداب البريطاني. وكان في الركن الشمالي من القرية نبع يستمد سكانها المياه منه للاستخدام المنزلي. وكانوا يستنبتون الحمضيات وغيرها من الفاكهة في الأراضي الواقعة شمالي القرية. في موسم 1942/1943، كان ثمة إلى الشمال الغربي والجنوب الغربي والجنوب الشرقي من القرية، 350 دونماً مزروعاً شجر زيتون. وفي 1944/1945، كان ما مجموعه 4728 دونماً مخصصاً للحبوب، و1008 من الدونمات مروياً أو مستخدماً للبساتين. وكان آثار الراس الأحمر، كالفسيفساء ومعاصر العنب المرصعة أرضها بالفسيفساء، تقوم أدلة على أن الموقع كان آهلاً أيام الرومان أو البيزنطيين.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
هاجمت القوات الإسرائيلية القرية في 30 تشرين الأول/أكتوبر 1948. ويُفهم من كلام المؤرخ الإسرائيلي بِني موريس أن السكان هربوا عندما سمعوا أنباء المجازر التي ارتكبت الليلة السابقة في صفصاف والجش. وكانت الراس الأحمر تقع شمالي هاتين القريتين مباشرة، وقد استولت عليها وحجات من لواء شيفع (السابع) في أثناء عملية حيرام. وعندما وصلت وحدات هذا اللواء، الذي ارتكب فظائع عدة في أثناء تلك العملية، إلى قرية الراس الأحمر وجدتها خالية من سكانها؛ وذلك استناداً إلى تقارير إسرائيلية يستشهد موريس بها. والأرجح أن السكان نزحوا إلى لبنان مثل معظم سكان الجليل الشمالي.
واصلت القوات الإسرائيلية، العاملة في المنطقة، تقدمها داخل الأراضي اللبنانية. وقد ذكرت صحيفة ((نيويورك تايمز))، في الأسبوع الأول من تشرين الثاني/نوفمبر، أن الوحدات الإسرائيلية استولت على نحو خمس عشرة قرية لبنانية، بعضها يقع على بعد 10 كلم داخل الأراضي اللبنانية. وبحلول أيار/مايو 1949، كانت القرية الخالية قد سميت باسم جديد هو كيرم بن زمرا، وكانت تُعد لاستقبال المهاجرين اليهود.
القرية اليوم
مازال بعض المنازل قائماً. ولأحد المنازل درج أمامي، ومرآب سيارة مسقوف أضافه الإسرائيليون الذين يقيمون فيه، على ما يظهر. ولمنزل آخر نافذتان عاليتان مقنطرتان. وتتبعثر أنقاض حجرية من المنازل المدمرة في أرجاء الموقع، وينبت فيه بضع شجرات تين وقليل من نبات الصبار. ويزرع سكان المستعمرة المجاورة بعض الأراضي القريبة، ويستخدمون الباقي مرعى للمواشي.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
في سنة 1949، أنشأت إسرائيل مستعمرة كيرم بن زمرا على أراضي القرية، إلى الشرق مباشرة من موقعها إن لم يكن فيه.