كانت القرية تنهض على قمة تل في منطقة كثيرة التلال إجمالاً. وكانت التلال الواقعة خلف القرية من جهة الشرق ترتفع بحدة، بينما كانت تلك الواقعة إلى الغرب منها خفيفة الارتفاع وتنقاد في اتجاه طريق وادي الملح العام على بعد 3 كلم إلى الجهة الشمالية الغربية. واسم القرية مشتق من الريحان؛ وهو عشب يزرع ويستعمل في مطبخ بلاد حوض البحر الأبيض المتوسط. وكان في الريحانية مسجد، ومدرسة ابتدائية أُنشئت نحو سنة 1887 أيام الحكم العثماني، وأُقفلت أيام الانتداب. وكانت ينابيع عدة تحد القرية من الشمال والغرب؛ وكان سكانها يتزودون المياه من الوادي ومن تلك الينابيع. كانت الزراعة وتربية المواشي أهم مصادر الرزق في القرية. وكانت الحبوب والفاكهة أهم محاصيلها. في 1944/1945، كان ما مجموعه 1761 دونماً مخصصاً للحبوب، و73 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين. وقد صًنّفت خربة فرير، التي تبعد 15 كلم عن القرية إلى الشمال الغربي، موقعاً أثرياً؛ إلاّ أنها لم تؤرّخ بعد.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
كانت القرية، على ما يبدو، من أواخر القرى التي احتُلت عقب معركة مشمار هعيمك. وقد ورد في صحيفة ((نيويورك تايمز)) أن الريحانية احتُلت مع دالية الروحاء والبطيمات، في 14 نيسان/أبريل 1948. وذكر مراسل الصحيفة أن جيش الإنقاذ العربي، الذي كان في الجوار، هُزم في ذلك التاريخ، واكتُسحت عشر قرى أخرى تقريباً. لكن من الجائز ألاّ تكون الريحانية وقعت تحت سيطرة الهاغاناه المحكمة إلاّ بعد بضعة أسابيع، أي يوم احتُلّت القرى الواقعة إلى الشمال والغرب منها، في أواخر نيسان/أبريل، وبعد سقوط حيفا. وقد أُمر بعض وحدات الهاغاناه بالحفاظ على أمن مداخل المدينة، وذلك في سياق عملية بيعور حَميتس (التطهير في الفصح) الهجومية التي كانت شُنّت للسيطرة على المنطقة الخلفية لحيفا بعد سقوط هذه المدينة.
القرية اليوم
يتكوم ركام المنازل أكواماً، يغطيها التراب والأشواك والعوسج. ولا يزال في الإمكان رؤية مقبرة القرية (مغطاة الآن بنبات الصبّار)، ومثلها بئر تقع عند أسفل تل شمالي الموقع. جزء كبير من الأرض المتاخمة يُستعمل للزراعة وفي الركن الجنوبي منه بستان أفوكاتو.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
تحتل مستعمرتا رمات هشوفيط وعين هعيمك، اللتان أُنشئتا في سنتي 1941 و1944 على التوالي، قوساً من الأرض يطوق القرية جزئياً من الشمال والشرق والجنوب. ولم تكن المستعمرتان عند إنشائهما تقعان على أراضي القرية، وإنما كانتا قريبتين جداً (نصف كيلومتر تقريباً) من موقعها. ويستغل سكانهما الآن أراضي القرية.