كانت القرية قريبة من الحدود اللبنانية، في منطقة تنحدر نحو سهل الحولة جنوباً. وكان تبعد نحو كيلومتر إلى الشرق من الطريق العام الموصل من صفد وطبرية، عند تقاطع طرق فرعية كانت تصلها بكثير من القرى المجاورة. ولا يُعرف أصل القسم الأول من اسمها، الزوق، على وجه الدقة، ومن الجائز أن يكون متحدّراً من كلمة ((زوق)) (zuk) السريانية، التي تعني ((بلدة)). أما القسم الثاني من اسمها، الفوقاني فلتمييزها من سميتها الزوق التحتاني، الواقعة إلى الجنوب الشرقي منها. كانت الزوق الفوقاني قرية مدورة الشكلن ومنازلها مبنية على جانبي الطرق المتفرقة كالأشعة من مركزها. وكانت ينابيع عدة تجري إلى الشمال الغربي منها. وكان ثمة في ركنها الجنوبي طاحونة تعمل بالقوة المائية. وكان سكانها يستنبتون الزيتون على المنحدرات الواقعة في الناحيتين الشمالية والغربية للقرية، والأشجار المثمرة في الناحية الغربية. في سنة 1944، كان ما مجموعه 1286 دونماً مخصصاً للحبوب، و503 من الدونمات مروياً أو مستخدماً للبساتين. وتشهد الأعمدة التي أعيد استعمالها، وأجزاء الحيطان، ومعصرة الزيتون، على أن الزوق الفوقاني كانت آهلة سابقاً. وثمة، في نطاق دائرة شعاعها 2 كلم، خرب وتلال عدة تشهد على جاذبية هذا الموقع للسكنى فيما مضى من الأيام.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
عجلت ((حملة الشائعات)) التي شنها البلماح خلال عملية يفتاح، في فرار كثيرين من سكان الجليل الشرقي، وضمنهم سكان الزوق الفوقاني. ويشير المؤرخ الإسرائيلي بِني موريس إلى الهجوم العسكري المباشر على القرية ساهم في نزوح السكان، وأن هذا الهجوم وقع في 21 أيار/مايو 1948.
القرية اليوم
تتبعثر حجارة المنازل المدمرة في أرجاء الموقع، الذي غلبت عليه الأعشاب والأشواك والقليل من نبات الصبار. ويزرع سكان مستعمرة يوفال قسماً من الأراضي المحيطة، أما الباقي فبعضه غابات وبعضه الآخر مرعى للمواشي.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
لا مستعمرات إسرائيلية قائمة كلياً على أراضي القرية، وإن كانت يوفال التي أُنشئت في سنة 1952 تقع قريباً جداً منها إلى الشمال الشرقي؛ فهي على تقاطع أراضي قرى آبل القمح والسنبرية والزوق الفوقاني. أما مستعمرة كفار غلعادي، التي أُسست في سنة 1916، فتقع على بعد كيلومتر إلى الغرب من الموقع.