العصر الراشدي والأموي
(636-750م)
الفترة الإسلامية المبكرة في فلسطين تعتبر فترة ذات صعوبات من حيث البحث والسبب يرجع الى قلة المصادر التاريخية الأولية المعاصرة وتباينها، وتأثر الدراسات التاريخية والأثرية بالنزعات الاستشراقية والاستعمارية. وقد شهدت العقود الثلاثة الماضية تطوّراً ملحوظاً لعلم الآثار الإسلامية في بلدان المشرق العربي، وكشفت المسوحات والتنقيبات في فلسطين عن مئات المواقع الغنية باللقى الأثرية، ومئات النقوش الكتابية العربية التي غدت مصدراً هاماً لسد الفجوة في معلوماتنا. ونتج عن ذلك ظهور ابحاث نقدية تعتمد على دلائل أثرية جديدة تدحض النظرة القائلة إن الفتح الإسلامي لبلاد الشام وفلسطين قد أحدث دماراً، وإنما أعقبته مرحلة من الاستمرارية الحضارية من الفترة البيزنطية الى الفترة الإسلامية، وتلتها مراحل من الازدهار الواسع في ظل حكم الأمويين والعباسيين والفاطميين.
شهدت فلسطين متغيرات جذرية على صعيد الاستقرار الحضري والريفي، والانتشار السكاني، وتأثيرها على المشهد الاجتماعي – الثقافي والحياة الاقتصادية والحضارة المادية. وكانت فلسطين في هذه الفترة متعددة الديانات والثقافات، وشكلت عامل جذب للحجاج المسلمين، والمسيحيين واليهود، لكونها منبع الديانات السماوية، وتمتلك كماً هائلاً من المقدسات، كما واحتلت مركزاً هاماً للحياة الثقافية والعلمية.
المسجد الإبراهيميّ الشريف في الخليل
المسجد الأقصى