الغبية التحتا

كانت القرية إحدى قرى ثلاث تعرف معا باسم الغبيات ( أي الغابات الصغيرة), وتقع على السفوح الشرقية لبلاد لروحاء( أي البلاد زكية الرائحة). أما القريتان الأخريان, فهما الغبية الفوقا والنغنغة وكانت الغبية التحتا تنتشر على تل يشرف على مرج ابن عامر, ويمر في جوارها من جهة الشمال الشرقي, طريق حيفا- جنين العام.وكان نعت ( التحتا) يميزها من توأمها الغبية والطين, وتشترك مع القريتين الأخريين في مدرسة ابتدائية بنيت سنة 1888, في إبان الحكم العثماني. غير أن هذه المدرسة أغلقت أبوابها في زمن الانتداب. وكانت القرى الثلاث تتصل بعدد من مصادر المياه, تربية المواشي وعلى الزراعة وكانت الحبوب المحاصيل الأساسية. في 1944\ 1945, كان ما مجموعه 10883 دونما من أراضي القرى الثلاث مخصصا للحبوب, و 209 دونمات مروية أو مستخدمة للبساتين, وكان ثمة عدد من الخرب في أراضيها, يحتوي على أدوات أثرية كقطع الخزف والحجارة ومعصرة للزيتون. وكان أقرب موقع أثري إليها هو تل أبو شوشة ( 163224) .

إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا 

في 15 آذار \ مارس 1948 كتب مراسل صحيفة ( نيورك تايمز) يقول إن الهاغاناه دمرت في الغبية التحتا أربعة عشر منزلا, وألحقت الأضرار بعشرة منازل أخرى, مضيفا أنه( لم تقع أية خسائر في الأرواح, إذ إن القرية أخليت من سكانها عقب هجوم يهودي يوم الجمعة [ في 12 أذار \ مارس]. ولا يذكر المراسل أي شيء آخر عن ذلك الهجوم, ولا يعرف هل عاد سكانها إليها لاحقا أم لا. وعلق المراسل على تدمير الهاغاناه للغبيةالتحتا قائلا: وفيما يبدو أنه استراتيجية جديدة, أي التركيز على تدمير الممتلكات… قامت الهاغاناه في الأيام الثلاثة الماضية بخمس عمليات ( تأديبية) من هذا النوع. لكنه لم يذكر مواقع تلك العمليات. وأكد المؤرخ الفلسطيني عارف العارف حدوث هذا الهجوم, إذا كتب يقول إن القرية دمرت تدميرا تاما, في الأشهر الأولى من الحرب, على يد قوات صهيونية من مستعمرة مشمار هعيمك المجاورة, والتي لم تكن تبعد عنها في بعض المواضع أكثر من 50 مترا. غير أنه بضيف إن سكان القرية لم يصابوا بأذى لأنهم كانوا التجأوا الى قرية الغبية الفوقا.
في وقت لاحق لوقوع الهجومين في آذار \ مارس شن جيش الإنقاذ العربي في أوائل نيسان\ أبريل 1948 هجومه على مشمار هعيمك. وجاء في تقرير البريطانية جيش فوزي القاوقجي, أنه عندما أمرت القوات البريطانية جيش الإنقاذ بإيقاف هجومه على ذلك الكيبوتس وافق الجيش شرط ألا تثأر القوات اليهودية من القرى المجاورة. غير أن قيادة الهاغاناه رفضت العرض, وأمرت قواتها باحتلال القرى المجاورة في مرج ابن عامر وتدميرها. واستنادا الى القاوقجي, جرت فيما بعد (معركة ضارية) حول قريتي الغبية التحتا والغبية الفوقا. وتنقلت القرى بضع مرات بين أيدي المتحاربين قبل أن تسقط نهائيا في يد القوات الصهيونية في منتصف نيسان\ أبريل تقريبا.
هاجم سكان كيبوتس مشمار هعيمك الواقع شمالي غربي الغبية التحتا وبالقرب منها, القرية في 25 نيسان\ ابريل 1948, ودمروا المنال. التي بقيت قائمة بعد هجوم الهاغاناه في 15 آذار\ مارس. وفر سكانها في البدء إلى الغبية الفوقا.

القرية اليوم

لا يمكن تمييز أي أثر لمنازلها. وقد أصبحت مستعمرة مدراخ عوز, بما فيها ملاعب وحلبات سباق, تحتل موقع القرية كليا. أما أشجار الزيتون التي تنمو هناك, فقد غرست في أرجح الظن قبل إنشاء المستعمرة.

المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية

تقع أجزاء من مستعمرة مدراخ غوز ( 16522) على أراضي القرية.

المصدر:
كتاب كي لا ننسى، وليد الخالدي
www.palestineremembered.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *