القبيبة

كانت القرية تنتصب على قمة تل في السفوح الغربية لجبال الخليل، وكان وادي غفر يمتد على طول السفح الغربي للتل. وكانت طريق فرعية تصلها بطريق الخليل-بيت جبرين- المجدل العام، الذي يمر من جهة الشمال الشرقي. كما كانت طرق أخرى تصلها بالقرى المتاخمة. وقد عدّت القبيبة قائمة في موقع ديرلكوبيب (Deirelcobebe) نفسه؛ وهي قرية كانت معروفة أيام الصليبيين. في سنة 1596، كانت القبيبة قرية في ناحية غزة (لواء غزة)، وعدد سكانها 182 نسمة. وكانت تؤدي الضرائب على القمح والسمسم والأشجار المثمرة والماعز وخلايا النحل. في أواخر القرن التاسع عشر، كانت القبيبة قرية كبيرة مبنية بالطوب، وتقع على تلال متدرجة قريبة من أحد السهول ومحاطة بمنطقة صخرية قاحلة. وكان سكانها من المسلمين، ومنازلها مبنية بالحجارة والطين، ومصطفة على جوانب شوارع ضيقة تتشعب من المركز. وكان في القرية مدرسة ومسجد وبضعة دكاكين صغيرة. وكان سكانها يستمدون مياه الشرب من بئرين تقعان إلى الشمال الغربي والجنوب الغربي من موقعها. في 1944/1945، كان ما مجموعه 8109 من الدونمات مخصصاً للحبوب.
كان تل الدوير، وهو موقع بلدة لخيش القديمة، مجاوراً للقرية من جهة الجنوب الغربي. وقد خُربت هذه البلدة ونُهبت وأعيد بناؤها مرات عدة في أثناء تاريخها المديد. نقب البريطانيون تل الدوير خلال الفترة من سنة 1932 إلى سنة 1938. ثم نقب علماء الآثار الإسرائيليون فيها منذ سنة 1966 إلى سنة 1968، ومنذ سنة 1973 إلى سنة 1985. وموقعها موقع أثري بقي آهلاً بصورة متقطعة منذ العصر الحجري النحاسي (الألف الخامس قبل الميلاد) حتى العهد الفارسي (أواخر القرن الرابع قبل الميلاد). وقد ذكرت مدينة لخيش الكنعانية في رسائل تل العمارنة (التي يعود تاريخها إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد). والمنطقة المحيطة بالقبيبة غنية بدلائل تشير إلى وجود موقع كان آهلاً قديماً؛ فبالإضافة إلى تل الدوير وموقع القرية نفسه، كان ثمة خمسة عشر موقعاً أثرياً، على الأقل، في رقعة الـ 12000 دونم من الأراضي التابعة لها.

إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا 

استغل الإسرائيليون نجاح المرحلتين الأوليين من عملية يوآف لاحتلال مزيد من الأراضي في المرحلة الثالثة. وقد احتلّت القبيبة في الوقت نفسه تقريباً الذي وقعت فيه مجزرة الدوايمة، في 29 تشرين الأول/أكتوبر 1948، وعلى أيدي وحدات من لواء غفعاتي أو لواء هرئيل في أرجح الظن. لم تتوفر أية تفصيلات عن مصير السكان، لكن المؤرخ الإسرائيلي بِني موريس يذكر “الفرار ذعراً” من القبيبة قبيل احتلالها، أو وقت احتلالها. ولا يذكر موريس أي سبب لهذا “الذعر”، غير أنه من المستبعد أن تكون أنباء مجزرة الدوايمة بلغت القبيبة في اليوم نفسه. ويعزو موريس أيضاً إخلاء القرية من سكانها إلى هجوم مسلّح عليها.

القرية اليوم

ينبت نبات الصبار وبضع أشجار زيتون في أنحاء الموقع. وقد سُيّج بستان زيتون مهمل، ما زالت مصاطبه الحجرية سليمة.

المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية

في سنة 1955، أنشئت مستعمرة لخيش إلى الجنوب الغربي من الموقع، على أراضي القرية.

المصدر:
كتاب كي لا ننسى، وليد الخالدي
www.palestineremembered.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *