الكفرين

كانت الكفرين تقع في رقعة فسيحة من أرض خفيفة الانحدار وذات أودية ضحلة. وقد شيدت على قمة تل تحيط به أودية تفصله عن تلال مستطيلة خفيفة الانحدار, وتبعد نحو 6 كلم إلى الشمال من وادي عارة. وكان ثمة طريق فرعية تتجه نحو الشمال الغربي فتصلها بطريق حيفا- جنين العام ( الموازي لمرج ابن عامر). وكانت الكفرين أي القريتين بالعربية تعرف عند الصليبين باسم كافورانا. في أواخر القرن التاسع عشر, كان عدد سكان الكفرين 200 نسمة, وكانوا يزرعون 30 فدانا ( الفدان= 100-250 دونما ). وكانت القرية مستطيلة الشكل مع امتداد الضلع الطويل من الشرق الى الغرب. وقد بنى سكانها- وكانوا من المسلمين- منازلهم بالطين والأسمنت, وأقاموا مسجدا ومدرسة ابتدائية للينين أنشئت في نحو سنة 1888, خلال الحكم العثماني. وضمت أراضي القرية نحو عشرة من الينابيع والآبار, واعتمد اقتصادها على تربية المواشي وعلى الزراعة. وكان القمح المحصول الرئيسي. في 1944\1945, كان ما مجموعه 9776 دونما مخصصا للحبوب, و 147 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين. واشتملت الكفرين على عدد من الخرب والآثار التي تنبئ عن تاريخها المديد, من ذلك أسس أبنية وقبور.

إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا 

ادعت القوات الصهيونية أنها احتلت القرية في 12 نيسان \ أبريل 1948. وتشير سجلات جيش الإنقاذ العربي أن القوات العربية انسحبت في اليوم التالي من منطقة تقع غربي الكفرين تماما. وكان هجوم البلماح على الكفرين جزءا من عملية شنت بعد معركة مشمار هعيمك واستنادا الى صحيفة ( نيورك تايمز), فإن رئيس الوكالة اليهودية, دافيد بن ؟ غوريون, وقياد\ة الهاغاناه عندما رفضا عرض جيش الإنقاذ العربي وقف إطلاق النار في هذه المعركة, قررا أيضا مهاجمة نحو عشر قرى مجاورة للمستعمرة وتدميرها, و من جملتها الكفرين التي كانت كبراها. وذكرت الصحيفة نفسها في 12 نيسان\ أبريل نقلا عن إذاعة الهاغاناه, إن الكفرين كانت خامس قرية تحتلها قوات الهاغاناه بين القرى المحيطة بمشمار هيعمك.
ويقول المؤرخ الإسرائيلي بني موريس إن القرية دمرت جزئيا في أثناء احتلالها, لكن التدمير النهائي أرجئ أسبوعا بسبب خطة البلماح القاضية باستخدام القرية لتدريب الوحدات على القتال في المناطق المبنية. وفي 19 نيسان \ أبريل, أعلمت هيئة أركان الهاغاناه بأن ( تدريبات فرق المشاة على القتال في المناطق المبنية أجريت أمس جنوبي مشمار هعيمك وشرقها, وعند انتهاء التدريبات دمرت قرية الكفرين تدميرا تاما).

القرية اليوم

بعض هذه الأراضي يستخدم معسكرا للتدريب العسكري. يتقسم الموقع والمنطقة المحيطة به الى معسكر للتدريب العسكري, ومرعى للبقر, وقد سيجت منطقة مملوءة بالأنقاض ومغطاة بالتراب والشجيرات والأشواك. وتتبعثر أشجار اللوز, والزيتون والتين حول الموقع.

المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية

لا يوجد مستعمرات إسرائيلية على أراضي القرية.

المصدر:
كتاب كي لا ننسى، وليد الخالدي
www.palestineremembered.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *