المنشية

كانت المنشية تنهض على تل قليل الارتفاع متدرج الانحدار وسط سهل فسيح وكانت تقع قريبا من الحدود الإدارية بين قضائي طولكرم وحيفا, وتبعد 3كلم الى الشرق من الطريق العام الساحلي, الذي كانت طريق فرعية تربطها به وكانت طريق مماثلة أخرى تربطها بالقرى المجاورة. وكانت المنشية مبنية على شكل مستطيل وقد بني بعض منازلها في موازاة الطريق المؤدية الى قرية قاقون جنوبا. وكان سكان القرية ينسبون أصلهم الى قرية عبسان من قرى قضاء غزة وكانوا يتزودون مياه الشرب والري من آبار عدة تقع في جوار الموقع. وكانت الحبوب أهم محاصيلهم الزراعية, فضلا عن البطيخ وسواه من الثمار في 1944\ 1945, كان دونم واحد فقط مخصصا للحمضيات والموز و12485 دونما للحبوب و12 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين. وكانت الغابات تنتشر غربي القرية وجنوبيها.

إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا 

منذ 13 نيسان \ ابريل كتب قائد الهاغاناه يسرائيل غاليلي الى الصندوق القومي اليهودي يقول انه لمن (المهم للأمن) أن تقام مستعمرات يهودية في مواقع عدة من الأراضي التي تحتلها الهاغاناه بما في ذلك المنشية.
في 15 نيسان \ ابريل 1948 أو نحو هذا التاريخ غادر سكان المنشية قريتهم وتوجهوا الى الشرق بحسب ما روى المؤرخ الإسرائيلي بني موريس. وقد أجرى موريس في سنة 1985 مقابلة مع ضباط استخبارات الهاغاناه المحلي الذي كان في ذلك الحين والذي زعم انه كان رجا سكان القرية البقاء في قريتهم وقبول حماية الهاغاناه. وكان السكان توصلوا عند مغارتهم القرية الى اتفاق مع ممثلي الهاغاناه على أن تحافظ المستعمرات اليهودية القائمة في المنطقة على ممتلكاتهم وان تسمح لهم بالعودة الى منازلهم بعد الحرب. لكن مع نهاية الشهر بحسب ما يلاحظ موريس كانت وحدات الهاغاناه تعمل على تدمير منازلهم تدميرا منظما وذلك بمؤازرة المستعمرات اليهودية في المنطقة. وكانت القيادة العامة للهاغاناه قررت سابقا وجوب جعل المنطقة الممتدة بين تل أبيب ومستعمرة حديرا الساحلية (جنوبي حيفا) خالية من العرب بحلول 15 أيار \ مايو.

القرية اليوم

يشطر شارع مرصوف حجارة الموقع. وتقع مستعمرة غفعت حاييم على جانبي هذا الشارع وثمة حظيرة كبيرة للبقر عند طرفه الجنوبي. وينبت الصبار عند مدخل القرية, وتستعمل الحجارة المنتزعة من منازل القرية المدمرة حدودا تفصل بين مساكب الزهر ولاسيما تلك الواقعة على جانبي الشارع ويزرع القطن والفستق والأشجار المثمرة في الأراضي المحيطة.

المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية

كانت مستعمرة عين هحوريش (144199) التي أسست سنة 1932 ومستعمرة غفعت حاييم (143200) التي أسست في سنة 1932 قد أقيما على ما كان يعد تقليديا من أراضي القرية. كما أسست مستعمرة احيطوف (194199) في سنة 1915 على أراضي القرية شرقي موقعها.

المصدر:
كتاب كي لا ننسى، وليد الخالدي
www.palestineremembered.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *