كانت القرية تنهض على تل من الحجر الكلسي في منطقة كثيرة التلال إجمالا. وكانت منعزلة نسبيا بسبب موقعها وغياب الطرق ما عدا الطرق الترابية في أواخر القرين التاسع عشرة كان بعلين قرية صغيرة مبنية بالطوب والحجارة مع استعمال الطين ملاطا . وكان في القرية بئران, ومدرسة (أسست في سنة 1937), وبعض المتاجر وكان مقام الشيخ يعقوب يقع إلى الشرق من القرية وكان بعض أراضي القرية يستخدم مرعى للماعز والخراف, لكن معظم أراضيها كان يستخدم للزارعة البعلية وكان سكان القرية يزرعون الحبوب والفاكهة ومنها العنب والتين واللوز. في 1944 \1945 كان ما مجموعه 6972 دونما مخصصا للحبوب, و143 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين. وكان سكانها أيضا ينتجون الألبان والأصواف.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
كانت بعلين إحدى ست عشرة قرية تم احتلالها خلال عملية أن- فار وهي عبارة عن هجوم شن خلال الأيام العشرة الفاصلة بين الهدنتين (8- 18 تموز \يوليو 1948) على الجبهة الجنوبية وكان هدف العملية توسيع رقعة انتشار وسيطرة لواء غفعاتي شرقا جنوبا. وقد صدت القوات في اتجاه النقب غير أنه نجح في طرد السكان من نحو ست عشرة قرية تقع عند ملتقى أقضية غزة والخليل والرملة. وعلى الرغم من أن الهجوم أخفق في تحقيق هدف وصل الساحل المحتل بالمستعمرات اليهودية في النقب, فان عملية أن ؟ فار نجحت في (تطهير) المنطقة الواقعة جنوبي الرملة بين الساحل وتلال الخليل من أكثر من عشرين ألف مواطن.
كانت الأوامر الصادرة إلى الكتيبة الأولى في لواء غفعاتي تتضمن طرد المدنيين من المنطقة المحتلة غير أن مصادر اللواء زعمت لاحقا أن سكان المنطقة فروا منها قبل وصول الوحدات المتقدمة إلى قراهم. ويذكر كتاب(تاريخ حرب الاستقلال ) أن قرية تل الترمس (قضاء غزة) احتلت خلال إحدى (عدة عمليات تطهير(جرت) في مؤخرة اللواء لإزالة التهديد والخطر الماثل في وجود تجمعات سكنية عربية في مؤخرة الجبهة)ويستشهد المؤرخ الإسرائيلي بني موريس بقائد لواء غفعاتي شمعون أفيدان الذي أمر الكتيبة الأولى (بطرد اللاجئين المخيمين(في تل الصافي, قضاء الخليل) بغية منع تسلل العدوا من الشرق نحو هذا الموقع المهم) غير أن موريس يصر على عدم حدوث أية عمليات طرد, وأن سكان القرى فروا من تلقاء أنفسهم عند تقدم الوحدات الإسرائيلية. وقد طرد السكان الذين كانوا في منطقة المسمية الكبيرة(قضاء غزة) عبر منطقة تحتلها إسرائيل. أما ما تبقى فقد فروا شرقا نحو الخليل.
ومن المرجح أن تكون بعلين سقطت في المرحلة الأولى من الهجوم, أي في 9-10 تموز \يوليو 1948 , على يد الكتيبة الأولى من اللواء.
القرية اليوم
لم يبق منها سوى الأنقاض بعض المنازل. وتغطي الموقع الحشائش البرية والأشواك فضلا عن بعض الأشجار ونبات الصبار والموقع مسيج بالأـسلاك الشائكة. أما الأراضي المجاورة فقد غرست أشجار المانغا والعنب في بعضها, بينما يستعمل بعضها الآخر مرعى للمواشي.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
لا مستعمرات إسرائيلية على أراضي القرية. غير أن سكان مستعمرة كدما التي أنشئت إلى الشمال الغربي من القرية في سنة 1946 , يستخدمون بعض أرض القرية.
المصدر:
كتاب كي لا ننسى، وليد الخالدي
www.palestineremembered.com