كانت القرية مبنية على أرض متعرّجة في التلال السفحية لجبال القدس. وكانت طريق فرعية تصلها بطريق غزة-القدس العام، الذي كان يقع إلى الشمال من أراضي القرية. وكان بعض الطرق الترابية الموسمية يصلها أيضاً بقريتي دير محيسن وبيت سوسين. في بداية هذا القرن، كانت القرية مستطيلة الشكل، ضيقة الشوارع، ومنازلها مبنية بالحجارة والطين، وسكانها من المسلمين. وكان وسطها يضم بضعة دكاكين ومسجداً ومدرسة أُنشئت في سنة 1947، بتمويل مشترك بيت سكان بيت جيز وسكان بيت سوسين المجاورة. وكانت الزراعة عماد اقتصاد بيت جيز، إذ كان سكانها يزرعون أنواعاً من الغلال؛ منها الحبوب والخضروات والتين واللوز والزيتون. وكانوا يستنبتون الزيتون في 14 دونماً من أراضيهم. في 1944/1945، كان ما مجموعه 6525 دونماً مخصصاً للحبوب، و36 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين. وكان جزء من الأراضي المحيطة مرعى للمواشي، وهذا ما مكّن سكان القرية من تربية الضأن والماعز، بينما كان الجزء الآخر مغطى بالغابات. وكان في جوار بيت جيز خرب عدة.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
كل قرى ممر القدس التي لم تسقط خلال عملية نحشون احتلت في أثناء المعارك اللاحقة التي دارت حول اللطرون، في أيار/مايو وحزيران/يونيو 1948. وتم احتلال بيت جيز في الفترة بين الهجومين الأول والثاني على اللطرون، أي بين 15 و30 أيار/مايو. إذ ذكرت صحيفة ((نيويورك تايمز)) أن هجوماً إسرائيلياً، شن على اللطرون في 25 أيار/مايو، وامتد في اليوم التالي إلى بيت جيز وخُلدة، لكنه مُني بالفشل. وقد وصف مراسل الصحيفة المعركة حول بيت جيز وخلدة بأنها ((أضخم صدام في الحرب حتى تاريخه)). وفي 28 أيار/مايو، أعلن الجيش الإسرائيلي رسمياً احتلال القرية، بعدما توغلت قواته إلى الجنوب من طريق يافا-القدس. وجاء في ((تاريخ حرب الاستقلال)) أن بيت جيز وبيت سوسين وقعتا في قبضة لواء شيفع (السابع)، المشكل حديثاً، في سياق عملية بن ؟نون. وقد أتاح احتلال القريتين للقوات الإسرائيلية إقامة خط إمداد بديل إلى القدس يتجاوز اللطرون.
يذكر المؤرخ الإسرائيلي بِني موريس أن هجوماً عسكرياً شُن على القرية في الشهر السابق، يوم 20 نيسان/أبريل، وأن سكانها طُردوا في ذلك التاريخ. إلا أن المؤرخ الفلسطيني عارف العارف يقول إن المحاولة الأولى للاستيلاء على بيت جيز وقعت في 22-23 أيار/مايو، وأنها أخفقت، وأن من أسباب إخفاقها أن القوات الإسرائيلية تلقت تقارير عن إخلاء القرية مغلوطاً فيها. وكان من نتائج ذلك أن فوجئت بما جوبهت به من عنف المقاومة التي أبداها سكان كل من بيت جيز وبيت سوسين، فضلاً عن مقاومة القوات العربية النظامية في قطاع اللطرون. ويضيف العارف أن كلتا القريتين سقطت في هجوم لاحق شن في 30 أيار/مايو.
القرية اليوم
يُستعمل الموقع، الذي غلبت النباتات البرية عليه، متنزهاً. ولم يبق من معالم القرية إلا المدرسة التي يشبه طرازها المعماري طراز مدرسة قولة. والتي باتت تستخدم لأغراض التنزه واللهو، وإن كان ضُم إليها برج لرصد الحرائق. وقد كُتب على لوحة في البرج بالإنكليزية والعبرية ما معناه: ((سمي مرصد الحرائق هذا تيمناً بالسيد والسيدة كولمان ليفنه من الصندوق القومي اليهودي في ساوثند ويستكليف في إنكلترا)) (This Fire Observation Post Is Named in Honour of Mr. And Mrs.Coleman Levene of Southend and Westcliff [Jewish National Fund]). وثمة منازل ما زالت قائمة؛ بعضها يُستعمل مستودعات، وبعضها الآخر مهجور. وأحد المنازل/المستودعات بناء حجري كبير، له سقف مسطح وثلاث نوافذ جانبية ذات قناطر قوطية الشكل. ثلاثة من المنازل المهجورة مؤلف كل واحد منها من طبقتين، وتتسم بسمات معمارية متنوعة: أبواب ونوافذ مستطيلة ومعقودة، سقوف مسطحة، شرفات قائمة على أعمدة مربعة. وتُزرع الحبوب والخضروات والزيتون في الأراضي المحيطة.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
ثمة ثلاث مستعمرات إسرائيلية على أراضي القرية: هرئيل التي أسست في سنة 1948؛ تسيلافون التي أسست في سنة 1950؛ غيزو التي أسست في سنة 1968.