كانت القرية مبنية على رقعة مستوية من الأرض في السهل الساحلي الجنوبي, في منطقة غنية بآثارها بما في ذلك ما يعود منها الى عهد الصليبين وكانت طريق فرعية تربطها بالطريق العام الساحلي الذي يمر على بعد قليل إلى الغرب, وهذا ما أتاح لها الاتصال بغزة وبمدينة المجدل في سنة 1596, كانت بيت طيما قرية في ناحية غزة(لواء غزة) وفيها 693 نسمة: وكانت تدفع الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والفاكهة واللوز والسمسم بالإضافة إلى عناصر أخرى من الإنتاج كالماعز وخلايا النحل.
في أواخر القرن التاسع عشر كانت بيت طيما قرية متوسطة الحجم, فيها بركتان وعدة مقامات ورقعتان متجاورتان من البساتين وخلال فترة الانتداب, كان للقرية متاجرها الخاصة بها ومسجدها كما كانت تشارك قريتي كوكبا وحليقات في مدرسة ابتدائية بنيت في سنة 1946 وكانت منازلها المبنية بالطين متقاربة بعضها من بعض على شكل كتل, تفصل بينها الشوارع أو الأفنية وكانت الكتلة الكبرى من المنازل تقع وسط القرية. أما سكانها فكانوا في معظمهم من المسلمين ويعملون في الزراعة البعلية فيزرعون الحبوب والخضروات والفاكهة وخصوصا التين والمشمش واللوز. في 1944 \1945, كان ما مجموعه 10444 دونما مخصصا للحبوب و197 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين. على أرضية من الفسيفساء بالية توحي بأنها كانت آهلة في العصور الروماني أو البيزنطي وكان في وسع المرء إذا ما تفحص مسجد القرية أن يستدل على أن عناصر معمارية قديمة العهد قد أعيد استخدامها في بنائه.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
سجلت محاولة صهيونية للتسلل إلى بيت طيما منذ زمن مبكر أي في 9 فبراير\شباط 1948 , بحسب ما جاء في صحيفة (فلسطين) الصادرة في يافا. وقد صدت تلك المحاولة تحت غطاء من الرصاص أطلقه المدافعون عن القرية واستمر ثلاثين دقيقة.
واستنادا إلى المؤرخ الإسرائيلي بني موريس أدى قصف جوي ومدفعي, في أواسط تشرين الأول\أكتوبر 1948 إلى فرار عدد كبير من اللاجئين من بيت طيما. وتم احتلال القرية في 18-19 تشرين الأول \ أكتوبر, في المراحل المبكرة من عملية يوآف (أنظر بربرة, قضاء غزة). وقد استشهدت صحيفة (نيورك تايمز) ببلاغ عسكري إسرائيلي صدر في 20 تشرين الأول\ أكتوبر, جاء فيه أن بيت طيما سقطت ومعها كوكبا وحليقات. ويرجح أن يكون احتلالها تم على يد لواء غفعاتي .
وكانت مصادر إسرائيلية قالت لوكالة إسوشييتد برس إن الهجوم الإسرائيليين احتلوا بيت طيما في أوائل حزيران\ يوينو. وزعموا أنهم احتلوها (في أثناء التفافهم من وراء هجوم مصري ساحلي) في 1حزيران \يوينو غير أن الاحتلال كان على ما يبدوا قصير الأجل إذا إن القوات الإسرائيلية هددت بيت طيما أيضا بعد ذلك التاريخ بشهر, وذلك استنادا إلى الكاتب المصري محمد عبد الأولى- أي في أوائل تموز\ يوليو- في يد المجاهدين الفلسطينيين ثم تسللت القوات الإسرائيلية نحو القرية فاحتلت التلال المشرفة عليها, لكن المدافعين عن بيت طيما عزوا بسرية سعودية كانت تحارب على الجبهة الجنوبية وظلت القرية في يد العرب طوال الهدنة الثانية.
القرية اليوم
تنمو أشجار الجميز والخروب حول الركام في الموقع. أما الأرض فتستخدم للزارعة.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
لا مستعمرات إسرائيلية على أراضي القرية.
المصدر:
كتاب كي لا ننسى، وليد الخالدي
www.palestineremembered.com