كانت القرية، القائمة على تل صخري ينحدر نحو الجنوب الغربي، تشرف على السهل المحيط باللد إلى الشرق من مطارها. وكانت تقع شرقي طريق عام يفضي إلى الرملة ويافا وإلى غيرهما من المدن. ومما عزّز صلات بيت نبالا بالمراكز المدينية خط فرعي لسكة الحديد كان يصلها بخط سكة حديد رفح-حيفا. وكانت طريق فرعية أخرى تربطها بالقرى المجاورة لها في الشرق والجنوب الشرقي. في سنة 1596، كانت بيت نبالا قرية في ناحية الرملة (لواء غزة)، وعدد سكانها 297 نسمة. وكانت تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والزيتون والفاكهة، بالإضافة إلى عناصر أخرى من المستغلات كالماعز وخلايا النحل ومعصرة كانت تستعمل لمعالجة الزيتون أو العنب.
في أواخر القرن التاسع عشر، كانت بيت نبالا قرية متوسطة الحجم تقع في طرف سهل. ويف فترة الانتداب أنشأ البريطانيون معسكراً في الجوار. وكان للقرية، في تلك الأثناء، شكل شبكة متعامدة الخطوط مستطيلة الشكل؛ إذ كانت شوارعها الفرعية تمتد في موازاة شارعين رئيسيين يتقاطعان وسطها. وكانت بضعة دكاكين ومسجد ومدرسة ابتدائية تتجمهر عند ذلك التقاطع. وكانت المدرسة أُسست في سنة 1921، وكان يؤمها 230 تلميذاً في عام 1946/1947. وكان سكان القرية، ومعظمهم من المسلمين، يبنون منازلهم بالحجارة والطين، ويعتاشون من الزراعة؛ فيزرعون الحبوب (ولا سيما القمح) والزيتون والعنب والفاكهة، كالتين والحمضيات. وكانت الزراعة بعلية في معظمها، لكن بساتين الحمضيات كانت تروى من آبار ارتوازية. وكانت الحقول الزراعية تتحلّق حول القرية، باستثناء رقعة تنتشر بين الغرب والجنوب الغربي. في 1944/1945، كانت ما مجموعه 226 دونماً مخصصاً للحمضيات والموز، و10197 دونماً للحبوب، و1733 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين. وكان ثمة خربتان جنوبي القرية.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
ورد ذكر بيت نبالا في الأوامر العملانية لعملية داني. فقد صدرت الأوامر إلى القوات الإسرائيلية، وفق ما يقول المؤرخ الإسرائيلي بِني موريس، بمهاجمة بيت نبالا التي كانت ترابط فيها ؟ كخط دفاع ثان_ سرية من الجيش العربي (قوامها 120-150 جندياً)، بعد الاستيلاء على اللد والرملة. وفي 13 تموز/يوليو 1948 طُرد سكان اللد من مدينتهم، وأكره الجنود الإسرائيليون كثيرين منهم على التوجه إلى بيت نبالا (التي كانت لا تزال في يد العرب). والمرجح أن تكون القرية سقطت بعد بضعة أيام، قبل نهاية عملية داني في 18 تموز/يوليو. وذكرت صحيفة ((نيويورك تايمز)) أن وحدة من قوات المغاوير الإسرائيلية اقتحمت مشارف القرية، في 11 تموز/يوليو، من أجل إحباط محاولة عربية لاستعادة ويلهلما المجاورة؛ وهي مستعمرة زراعية أسسها رهبان تمبلار (Templar) الألمان (الهيكليون) قبل الحرب العالمية الأولى. لكن جاء في نبأ عاجل، عقب ذلك، أن القوات العربية استردت القرية في 12 تموز/يوليو، من أجل إقامة مرابض مدفعية لصدّ الهجمات الإسرائيلية على اللد. وجاء في رواية الصحيفة أن مصفحات الجيش العربي دخلت القرية، إلا أنها وصلت متأخرة جداً وكانت عاجزة عن نجدة اللد. وذكرت البرقيات أن الإسرائيليين استولوا على بيت نبالا في 13 تموز/يوليو، بعد قتال ((شديد)) اصطدمت فيه الدبابات والمصفحات الإسرائيلية بمصفحات الجيش العربي. وفي اليوم التالي، تواردت أنباء تفيد بأن القرية غدت أرضاً محايدة، ((لا تمثل أي خطر على اللد والرملة)) اللتين أمستا في يد الإسرائيليين. وبعد أيام قليلة قالت صحيفة ((نيويورك تايمز)) أن القرية احتُلت قبل توقيع الهدنة الثانية في 18 تموز/يوليو.
ويزعم موريس أن سكان بيت نبالا أُخرجوا من القرية بأمر من الجيش العربي، قبل شهرين تقريباً من تاريخ احتلالها، أي في 13 أيار/مايو. لكن هذا مما لا يمكن التثبت منه. أما القرية نفسها فقد تقدم رئيس الحكومة الإسرائيلية دافيد ؟ بن غوريون، في 13 أيلول/سبتمبر 1948، من اللجنة الوزارية الإسرائيلية الخاصة بالأملاك المهجورة، بطلب الإذن في تدميرها.
القرية اليوم
غلبت على الموقع الحشائش والنباتات الشائكة الملتفة وشجر السرو والتين. ويقع الموقع نفسه في الجانب الشرقي من مستعمرة بيت نحميا، على خط مستقيم شرقي الطريق المؤدي إلى مطار اللد. وتقع على تخومه بقايا مقالع حجارة، وبعض المنازل المتهاوية. ولا يزال بعض الأجزاء من حيطان تلك المنازل قائماً. أما الأراضي المحيطة، فيزرعها الإسرائيليون.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
في سنة 1949، أُنشئت مستعمرة كفار ترومان (تكريماً للرئيس الأميركي هاري ترومان / Harry Truman)، غربي القرية. أما مستعمرة بيت نحميا، التي أُسست في سنة 1950، فتقع جنوبي الموقع. وكلتا المستعمرتين قائمة على أراضي القرية.