كانت القرية تقع في رقعة مستوية من الأرض فوق مرتفع يعلو بالتدريج نحو الغرب والى جانبها فسيح وكانت تشرف على قريتين تابعتين لها إلى الشرق منها هما: سروح والنبي روبين. وكانت شبكة من الطرق الفرعية يربطها براس الناقورة وببعض القرى الحدودية في لبنان وكانت تربيخا تقع في موقع تايربيكا الصليبي ومنه استمدت اسمها. في سنة 1596 , كانت تربيخا قرية في ناحية تبنين (لواء صفد), وفيها 88 نسمة وكانت تدفع الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والزيتون بالإضافة إلى عناصر أخرى من الإنتاج والمستغلات كالماعز وخلايا النحل ومعصرة.
في أواخر القرن التاسع عشر كانت قرية تربيخا مبنية بالحجارة وتقع على حافة مرتفع من الأرض. وكان سكانها, وعددهم 100 نسمة يزرعون الزيتون وكانت تابعة للواء بيروت في الفترة العثمانية. ولم تخضع تربيخا للإدارة الفلسطينية إلا عقب الحرب العالمية الأولى حين رسم البريطانيون والفرنسيون الحدود بين لبنان وفلسطين وكان سكانها جميعهم من المسلمين وكانت منازلها مبنية بالحجارة وسقوفها مصنوعة من الخشب والطين ومتقاربة بعضها من بعض حول بركة للسقي. في أواخر فترة الانتداب بني فيها الاسمنت المسلح بعض المنازل المؤلفة من طبقتين وقد امتد البناء الجديد فيها في موازاة طريق راس الناقورة- بنات يعقوب. كان في القرية مسجدان ومدرسة ابتدائية أسست بعد سنة 1938 وكان فيها 120 تلميذا في أواسط الأربعينات. كما كان في القرية مركز للجمارك والشرطة لمراقبة الحدود مع لبنان. وقد أسست في تربيخا سنة 1945 , جمعية اسمها (جمعية الإصلاح الثقافية ) بهدف حسين الأوضاع الاجتماعية والتربوية والطيبة.
كانت أراضي القرية جبلية تتخللها أودية عديدة, لكنها كانت تحتوي أيضا على أراض مستوية وكان سكانها يتزودون المياه تحتوي أيضا على أراض مستوية. وكان سكانها يتزودون المياه للاستعمال المنزلي من عدة ينابيع وبرك وآبار وكان معظم الأراضي يستخدم للرعي غير إن السكان كانوا أيضا يزرعون الحبوب والزيتون وغيرها من المحاصيل وقد ازداد إنتاج التبغ عند نهاية فترة الانتداب وبدا يضاهي بجودته التبغ التركي في 1944\ 1945 كان ما مجموعه 3200 دونم مخصصا للحبوب و619 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين.
ولقد تم اكتشاف عدد كبير من الخرب في أراضي القرية الأمر الذي يدل على تاريخ حافل وطويل من السكن في هذه المنطقة. ويضم بعض الخرب معاصر زيتون قديمة وقبورا منقورة في الصخر.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
بعد انتهاء من عملية حيرام التي قام الجيش الإسرائيلي بها ( انظر عرب السمينة قضاء عكا) في نهاية تشرين الأول\ أكتوبر 1948 اندفعت الوحدات الإسرائيلية نحو عدد من القرى قرب الحدود اللبنانية وطردت سكانها وكانت تربيخا من أوائل القرى التي سقطت. وفي الأسبوع الثاني من تشرين الثاني \ نوفمبر, دخل لواء عوديد القرية وأمر سكانها بعبور الحدود إلى لبنان. ولم يصادف الجيش الإسرائيلي أية مقاومة في القرية, وذلك استنادا إلى كتاب (تاريخ حرب الاستقلال) ومع ذلك فان المؤرخ الإسرائيلي بني موريس يقتبس من أقوال قائد الجبهة الشمالية الإسرائيلي إن قواته(اضطرت لأسباب عسكرية إلى طرد سكان تربيخا مع غيرهم من أهالي القرى).
القرية اليوم
يغطي حطام المنازل الحجرية والأعشاب البرية الموقع ولا يزال منزل حجري واحد قائما لكن واجهته مفقودة ويوشك أن ينهار وينمو على المنحدرات الجنوبية للموقع نبات الصبار وأشجار التين. وثمة أربعة قبور رومانية وبيزنطية بمكن تمييزها من غيرها في المقبرة التي تقع على المنحدرات الشمالية وتنتصب وسطها شجيرة شوك المسيح وقد أدت النقيبات مؤخرا إلى العثور على عدة قبور أثرية وحول المكان إلى موقع اثري.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
قول موريس إن المهاجرين اليهود كانوا في 27 أيار\ مايو 1949 قد استوطنو القرية وأطلقوا عليها اسم شومرا (177276) وتقع مستعمرة ايفن مناحم (178275) التي أنشئت في سنة 1960, قريبا جدا من موقع القرية كما إن مستعمرتي كفار روزنفالد ( 177278) التي أنشئت في سنة 1967 وشتولا (179278) التي أسست في سنة 1969 تقعان أيضا على أراضي القرية.