كانت القرية تنهض فوق تل رملي صغير على الشاطئ الجنوبي الغربي لبحيرة الحولة,قرب المكان الذي ينتهي فيه نهرا الحنداج و وقاص في البحيرة. وكان موقعها القائم على قمة التل يحميها من الفيضانات. و قد اعتبر الكثيرون من العلماء التل الذي بنيت القرية عليه قائما في موضع بلدة ثيلا الرومانية. في سنة 1596, كانت تليل قرية في ناحية جيرة( لواء صفد), وعدد سكانها 215 نسمة. وكانت تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير, بالإضافة الى عناصر أخرى من الإنتاج كخلايا النحل والجواميس. وكانت منازلها, المبنية بالطين والقصب متراصفة بعضها قرب بعض.
في الأزمنة الحديثة, تمددت القرية في اتجاه الغرب. وفي نهاية الانتداب البريطاني, كانت قد اقتربت من قرية الحسينية التي كانت تتوسع صوب الشرق, وبذلك باتت الاثنتان عمليا قرية واحدة مع مرافق مشتركة, منها مدرسة أنشأتها الجمعية المحلية لتطوير القرية. وكان سكان القريتين كلهم من المسلمين. وكانت الزراعة أهم موارد عيشهم, فكانوا يزرعون الحبوب والخضروات في الدرجة الأولى, وإن كان بعضهم يعنى بتربية الجواميس, والبعض الآخر بصيد السمك. في 1944\1945, كان ما مجموعه 3388 دونما مخصصا للحبوب و 22 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
احتلت تليل, كغيرها من قرى المنطقة المجاورة لبحيرة الحولة, في سياق عملية يفتاح ( أنظر آبل القمح, قضاء صفد). ولم يدون شيء يذكر عن كيفية حدوث ذلك, لكن المؤرخ الإسرائيلي بني موريس يذهب الى أن سكانها نزحوا في أواخر نيسان \ أبريل 1948. وكانت القرى المجاورة خلت, في معظمها من سكانها جراء القصف بمدافع الهاون وحملة الحرب النفسية التي شنت لزرع الخوف من هجوم وشيك. وقد اعتمدتا هاتان الوسيلتان إعدادا للاستيلاء على مدينة صفد من جهة, وتحقيقا لإفراغ الجليل الشرقي من سكانه من جهة أخرى.
القرية اليوم
يغلب على موقع القرية كساء كثيف من الأعشاب والنباتات البرية, وفي جملتها بعض أشجار والنخيل. ولم يبق من القرية قائما إلا منزل حجري واحد, له بوابة مقنطرة. أما الأراضي المحيطة, فيحرثها اليوم مزارعو مستعمرة حولاتا.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
كان الصهيونيين أنشأوا في سنة 1883 مستعمرة يسود همعلا ( 207273) الحصينة على بعد 1,5 كلم شمالي غربي موقع القرية. غير أنها ليست على أراضي القرية. أما مستعمرة حولاتا ( 207273), التي أسست في سنة 1937 على أراضي القرية, فهي على بعد كيلومتر إلى الشمال الغربي من موقع القرية.