جولس

قرية من ضمن لواء غزة، قد بُنيَت في عهد الرومان، وأُعيد بناؤها في العهد الصليبي، وكان اسمها الأصلي “يوليوس” ثم حرفت إلى جولس، وفيها مقام لضريح المجاهد الشيخ جبر المُلقب بالنبي خير، الذي استشهد أيام الحروب الصليبية، ويقع قبره في جنوب القرية على ربوة، وله شهرة واسعة بين السكان والقرى المجاورة وتقدم له النذور كل عام ، أخيراً أنشئ بها جامع كبير ،وفيها مقبرة لدفن الموتى من أهل البلد منذ زمن قديم.
وجولس أقيمت على ضفة ثنية أحد الأودية التي ترفد وادي أبطح بين قريتي حمامة وأسدود في طريقه ليصب في البحر المتوسط مما أعطاها موقعاً دفاعياً مهماً في الماضي ، وبيوتها مندمجة على شكل مربع محصور بين دوار جولس وكل من طريقي السوافير، كوكبا، والفالوجا، وبيوتها تجمع في مواد بنائها بين مادتي الطين والأسمنت ، كما تنتشر بعض الحوانيت على جانبي الطريق المارة بالقرية ، وعرفنا من أصحابها “عوض رشيد ، عبدالله حسين ، حسن العصار، أم عزات، محمد أبوسيف/العكاش”.
وكان السكان يشربون من بئر ماء قديم بعمق 60م يُنشل منه الماء بواسطة دلو يسحبه جمل ويفرغ الماء في بركة لها صنابير عددها 12، أربعة كبيرةً تقع بالجهة الجنوبية لتصب في حوض لشرب المواشي وثمانية صغيرة بالجهة الشرقية لشرب السكان، وفيما بعد أصبح السكان يشربون من بئر بيارة أبي عبدالله الغصين، وفي أواخر عهد الانتداب البريطاني، ودمرت القرية وأقام اليهود على أراضيها مستعمرة هوديا سنة1949م.

الموقــع

تقع إلى الشمال الشرقي من غزة على بعد 29 كم، وترتفع عن منسوب مستوى سطح البحر بنحو 50 متراً ، وتقع إلى الشمال الشرقي من المجدل على مسافة 9 كم، وإلى الجنوب الغربي من السوافير الغربي وعلى مسيرة 5 كم منها ، ويحدها من الغرب حمامة، ومن الجنوب الغربي يحدها مدينة المجدل/عسقلان، ومن الشمال السوافير الغربي، ومن الجنوب عبدس، بيت عفا، وجولس، ويحدها من الجنوب الشرقي قريتا كوكبا وعراق سويدان، ذات موقع جغرافي ممتاز لأنها عقدة مواصلات في السهل الفلسطيني الجنوبي ، حيث تتقاطع عندها طريق المجدل – المسمية – القدس – المعبد مع طريق رئيسة أُخرى قادمة من إِسْدُود في الشمال متجهاً إلى كوكبا وبرير في الجنوب ، وقد أنشأ الإنجليز عند تقاطع الطرق هذه معسكراً للجيش غربي القرية بحوالي 1.5كم، ومن الشمال معسكر جولس، وأُنشأت بركة سباحة بجانب المعسكر بعمق 4م وطول 15م وعرض 10م في بيارة الأسعد وفا لاستخدام العسكريين، ولازالت البيارة بأشجارها بجانب المعسكر الذي جُدِّد ويستخدم حتى الآن للجيش الإسرائيلي.

المساحـة

تبلغ مساحة أراضيها 13584 دونماً منها 1355 دونماً مزروعة بالحمضيات والأراضي ملك لسكانها العرب المسلمين ولا يملك اليهود فيها شبراً ومساحة القرية نفسها 30 دونماً ,كما أن عائلة الغصين الغزية كانت تملك معظم أراضي جولس ، وفي أواخر عهد الانتداب البريطاني باعوا كثيراً من الأراضي للسكان ,
و باقى الأرض يملكها آل العصار ولهم نصيب أرض أكثر من ربع خطاب ، ومن كبار الملاك في ربع العصار محمود عبد العزيز عابد , حسن محمود عماد , خليل عابد , أحمد أبو سيف , ومن كبار الملاك في ربع خطاب جوده شقليه , ومحمد حسين شقليه.

المعالم والآثار

جولس قرية أثرية منذ عهد الرومان , يدل على ذلك الأثار الموجودة في أراضيها و حولها , و هى عبارة عن معابد مقامه على عمدان رخامية بيضاء , أبار مياه , أبار لتخزين زيت الزيتون , آبارللخمور , جدران مزينه بالفسيفساء الملونه , أرضيات مزينه بالفسيفساء الملونه الأكبر حجماً من فسيفساء الجدران , رسوم بعض الحيوانات و الطيور , بقايا حمامات مزينه بالرسومات , و يوجد في القرية خرب قديمة كانت في العهود القديمة مدناً و قرى دمرت و هدمت من جراء ما لحق بها أثناء الحروب و من هذه الخرب :

*خربة صند حنه : كان يعسكر فيها فرسان القديس ” سانت حنا ” و قد حرفها القرويين لصند حنه ، تقع شمال غرب جولس ، بقيت أثار هذه الخربه موجوده حتى حرب سنة 1948 م ، و أرضيها ملك آل الغصين .

*خربة وادي البيار : و هذه الخربه دُمر منها الكثير و بقي الكثير من الأبار موجوداً, لذلك سمُيت بخربة وادي البيار ، تقع شمال القرية ، و أرضيها ملك آل الغصين .

* خربة الذراع : تقع على تله عاليه غرب القرية على بعد 3 كيلو متر، وبين جولس، حمامه ، و المجدل ، تحتوي على شقف فخاريه مُبعثره على سطح الأرض ، أساسات منحله ، دبش ، و حجاره.

* خربة الفرش / الرسم : تقع جنوب القرية ، تحتوى على مدافن قديمة ، عقود أبنيه، أساسات منحله ، و صهاريج .

* خربة بزه : تقع شمال غرب جولس بين قريتي بيت داراس و جولس ، و أرضيها ملك لما يُسمى الجمعيه .

* جورة المنيا/المنايا: تقع غربي القرية مباشرة ، دارت فيها معارك طاحنه بين المسلمين جيوش صلاح الدين والصليبيين مات فيها الكثير من الصليبيين ، و لكثرة عدد الموتى في أراضيها سُميت جورة المنايا .

* خربة أم العدس : تقع بين جولس و المجدل ، تبعد عن الاولى نحو 2.5 كم ، وعن الثانية نحو 6 كم كما روى لي أحد السكان المعمرين ، و سُميت بأم العدس لجودة محصول العدس المعروف فى تربتها ، و يوجد في أراضيها مجموعة من الخرب و هي عبارة عن قرى صليبيه قديمه مندثره أقام عليها الجيش البريطانى في عهد الأنتداب معسكر للجيش سُمى بأرض خسه ، و أراضيها ملك لآل الغصين , و على طرف القريه هناك أثار لقبور إسلاميه من أشهرها قبر المجاهد الكبير الشيخ جبر و يقع جنوب القريه و له أرض وقف ، و مقام الشيخ زيدان ، وكان فرسان القديس سانت حنا يعسكرون في مجموعة قرى حول جولس والتي فيما بعد دُمرت وأصبحت خِرب ، وفي العهد التركي كان فيها مخازن للحبوب لتموين الجيش التركي بالجنوب ، وسكة حديد تصل جولس ببئر السبع ولا تزال آثارها موجودة ، ويوجد جسر كبير فوق مجرى وادي الحبل، وقام القائد طارق الأفريقي بنسفه في حرب 1948م لحرمان القوافل اليهودية المتجهة للنقب من المرور عبره .

الأوديـه

* وادي البيره : وادي شتوي سيلي جاف صيفاً ، يقع بين أراضي قرى جولس ، الجوره، والمجدل ، يسيل من الشرق من أقدام جبال الخليل الغربيه ماراً بأراضي عدة قرى و يصب في البحر الأبيض المتوسط .

* وادي البيادر :وادي سيلي شتوي عميق يسيل من الجبال الشرقية ماراً من الشمال الشرقي لأراضي جولس ، يلتقي بوادي كبير يسيل من الشرق أيضاً ليشكلان وادي عريض ينساب نحو الغرب ، يمر بأراضي حمامه و يُسمى “لبطح” و يعني البطاح .

* الوادي العميق : وادي شتوي يسيل من الشرق و يمر من شمال قرية السوافير ماراً بالاراضي الواقعه بين قرية جولس و بيت داراس ليلتقي بوادي “لبطح” الذي يصب في البحر الأبيض المتوسط .

* وادي أبو عنيبه : يسيل من الجبال الشرقية ، يمر من جنوب شرق جولس ليلتقي وادي لبطح .

* وادي الحبل: يأتي من الشرق، والجبال الشرقية ويمر بين أراضي المجدل وجولس.

* وادي العظام: يمر من الشرق إلى الجنوب الغربي ليلتقي بوادي لبطح.
* السكـــان *
بلغ عددهم 481 نسمة سنة 1922م وارتفع إلى 682 في سنة 1931م منهم 320 ذكور و352إناث وفي عام 1945م ارتفع عددهم إلى 1030 نسمة يعيشون في 165 بيتاً وفي 28/5/1948م أواخر عهد الانتداب البريطاني بلغ عددهم نحو 1200 نسمة كلهم من العرب المسلمين ينسبون إلى شرق الأردن والحجاز ومصر، وفي سنة 1998م وصل عددهم نحو 17337 نسمة.
وتنقسم البلد إلى قسمين حارة شرقية وأخرى غربية :
الحارة الغربية / ربع خطاب : يسكن في هذا الربع المصريين و من عائلاتها الشبراوي، الغمري من غمرا بمصر ، أبو خضير ، عنبر ، وعائلات آخرى مثل : شقليه ومحمد خليل من بيت ريما، النقله يقال أن هذه العائله جاءت الى البلاد من وادي موسي و تعود بإصولها ألى عرب الجردات في فلسطين و ألاردن، وهي حمولة كثيرة العدد، يعودون بأصولهم إلى عشيرة المشاعله التي تعود بدورها الى قبيلة جهينه العربية، ويمتازون بلون البشرة البيضاء والعيون الزرقاء، ويقال أن أجدادهم نزلوا شرقي الأردن ومنها نزحوا إلى قرية “سعير” من أعمال الخليل ومازال في جوار هذه القرية بقعة تحمل اسم خربة الجرادات، لهم أقارب في قرية بربره ” عائلة أحمد”، نصار من ديرالغصون/طولكرم، سيلة الحارثية/جنين، وأبو عيشه وهي عائلة قليلة العدد الآ أنه يقال أنها من السكان القدماء، وتعود بإصولها الى قضاء الخليل .

الحاره الشرقيه / ربع العصار : يسكن فيه آل العصار وفروعهم و هي أكبر عائلة في جولس و جميعهم أقارب عدا عائلتين تسكنان معهم من أصل غزي وهما عائلة عماد الدين وكساب، أما العصار فهم من بلدة حلحول من عائلة كراجه و هي أكبر عائلة في حلحول، ومقسمه إلى عدة عائلات منها عائلة حنيحن التي إنحدرت منها عائلة العصار ، وما زال هناك قطعة أرض تُسمى ” مراح الجولسي ” في خربة بقّار بحلحول وعائلة العصار تتكون من شقين أو قسمين هما :

* القسم الأول : و يضم عائلات أبو سيف ، إسليم ، مصطفي ، عرمان ، بدوي، الناجي/ أبو عويضه .
* القسم الثاني : يضم عائلتي العصار وعابد، يقول آل العصار إنهم من سلالة سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، جاؤا من المدينة المنورة وسكنوا حلحول قضاء الخليل وهم أربعة أخوة، ويحملون اسم كراجة، وفيما بعد إثر حادث دم تفرق الأخوة بعضهم عن بعض، أحدهم سكن في دير فزيع ودكرين، والثاني سكن في قرية قطرة وبقي يحمل اسم كراجة، والثالث والرابع سكنوا جولس، أحدهم أنجب اسليم، مصطفى، أبو سيف، وتفرع منهم عرمان، بدوي، والناجي، والآخر أنجب العصار وعابد.
وكانوا يذهبون إلى المجدل لقضاء حوائجهم أما مشاكلهم فكانوا يحلونها داخلياً وودياً، وكان لكل عائلة ديوان خاص بها ومن مخاتيرهم قبل سنة 1948م : محمد عبدالكريم العصار، ومحمود أبوسيف وحالياً أحمد محمود عبدالكريم العصار ويسكن في النصيرات، ومختار آل عابد الحاج حسين عابد فولده عبد الله، ورمضان شقليه على عائلة شقليه قبل سنة 1948م وحتى سنة1989م تقريباً ، وبعدها شاخ عليهم عبد الرؤوف شقليه ويعمل مديراً في دائرة الأشغال، وعائلة النقلة لم يكن لهم مختار.
وكان النشاط الرئيس للسكان هو الزراعة فزرعوا في أرضهم الأشجار المثمرة كالحمضيات، الفواكه ، الزيتون ، الخضار والحبوب بأنواعها ، الذرة ، السمسم ، البقوليات، وأشجار العنب، التي كانت مشهورة لديهم ويصدرون كميات كبيرةً من العنب للقدس ،وفي أواخر عهد الانتداب البريطاني اهتموا كثيراً بزراعة الحمضيات ، وعرفنا من أصحاب البيارات أبو جويد الغصين ، صالح الغصين، حسين الغصين، عبد الوهاب الغصين، رأفت الغصين، ثابت الغصين، الجمعية وتملك بيارة باسمها وتزرع بالموز، الأسعد وفا، أمين درويش/المالحة، أبوكارز، والمزغمت من يافا بجانب معسكر الجيش ، واعتنوا بتربية الماشية، الماعز، الأغنام والدواجن.
وكان بعض السكان يغزلون الصوف ويقومون ببعض الصناعات اليدوية الخفيفة وبعض الأعمال التجارية البسيطة.
والزي عند الرجال هو الزي العربي التقليدي من قمباز وجاكيت أو ثوب أبيض وعمامة أو كفية “حطة” ، أما النساء فمثلهن مثل باقي نساء القرى الأخرى حيث يلبسن الثوب التقليدي الأسود المطرز أو الثوب المجدلاوي المقلم ذا اللونين الوردي والكحلي .
ولم يكن لديهم مستوصف وكانوا يعالجون مرضاهم في المجدل أو المدن الأخرى ، والمريض يُنْقل على ظهور الدواب ونادراً في سيارة من شركة باصات القرى الجنوبية “بامية” ،ويطحنون الحبوب في مطاحن بيت داراس والمجدل .
وبعد سنة 1948م تشتت سكانها ويعيشون الآن في مخيمات قطاع غزة والأردن ودول المهجر ومعظم أبنائها يلبسون الزي الإفرنجي الحديث عدا ذوي الأعمار الكبيرة.

التعليـم

اقتصر التعليم في جولس بادئ الأمر على الكتاتيب التي يعمل فيها شيوخ القرية من حمولة النقلة، ومحمد خليل ، وفيما بعد أنشئت مدرسة حكومية سنة 1937م غرب القرية وصارت ابتدائية كاملة ، وكان أحد نظارها عثمان عمرو ، وزهدي أبو شعبان الذي أصبح في أوائل الخمسينات في القرن الحالي ناظراً لمدرسة خالد بن الوليد بنين في المعسكرات الوسطى في قطاع غزة ونهض بها وجعلها من أفضل مدارس قطاع غزة الثانوية، الشيخ زكي الدحنون من بيت لاهيا ، ومنير ساق الله.

جولس وحرب سنة 1948م

من معارك أهالي جولس مع اليهود، مرت قافلة يهودية تحميها الآليات أرادت في 22/3/1948م أن تمر من قرية جولس في طريقها للمستعمرات المجاورة، وكانت الطريق قد ملئت بالألغام، فانفجر أحدها تحت عجلات إحدى مصفحات القافلة، فانقلبت وتوقف السير وعندئذٍ أخذ المجاهدون بإطلاق نيرانهم على العدو الذي اضطر إلى الفرار بعد أن خسر عدداً من القتلى والجرحى وتحطمت مصفحتان من مصفحاته، واستشهد ثلاثة من المجاهدين وهم حسن عبد الرحمن، محمد عوض، وعثمان خالد الخواجه، وهم من أشجع مجاهدي قرية حمامة وأشدهم غيرة وحماسة، وفي أواخر آذار من عام 1948م أخلى البريطانيون معسكرهم الذي كانوا قد أقاموه بالقرب من جولس، اتخذ المجاهدون من هذا المعسكر مقراً لهم وذلك لمنع سير القوافل الآتية من الشمال في طريقها لمستعمراتهم في الجنوب بقصد تموينها، سعى اليهود للاستيلاء على هذا المعسكر لموقعه الاستراتيجي الهام فوقعت بينهم وبين المجاهدين عدة معارك انتهت كلها تقريباً باندحار اليهود. وقد ورد في كتاب إتحاف الأعزة في تاريخ غزة أن عائلة آل خطاب الغزيّة من سلالة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه
——————
هناك بعض العائلات الغير مذكورة وتعود لقريتنا الحبيبة جولس منها
عائلة شتات
عائلةالحوت
عائلةابوعيشة
عائلة العطار
عائلة نصار
عائلة الطيارش

المصدر:
كتاب كي لا ننسى، وليد الخالدي
www.palestineremembered.com

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *