كانت القرية تقع في رقعة مستوية من الأرض في السهل الساحلي, وتبتعد نحو كيلومترين عن شاطئ البحر, وتحيط بها كثبان طويلة من الرمال من الشرق والغرب. وكان الطريق العام الساحلي وخط سكة الحديد يمران على مسافة قصيرة إلى الشرق منها. وكانت حمامة مبنية في موقع تل مشقفة الذي تبين, بحسب مصدر بيزنطي يعود إلى أوائل القرن الخامس للميلاد, أنه موقع بيلايا نفسه (وهذا الاسم يعني حمامة باليونانية). وكانت تقع قرب موقع معركة دارت بين الصليبيين والمسلمين في سنة 1099 وانتهت بانتصار الصليبيين. وقيل إن السلطان المملوكي الأشرف برسباي, مر بها سنة 1432. وقيل أيضاُ أن حمامة مسقط رأس أحمد الشافعي, وهو فقيه مسلم مشهور وعلامة وواعظ في المسجد الأقصى في القدس. في سنة 1596, كانت حمامة قرية في ناحية غزة (لواء عزة), فيها 462 نسمة. وكانت تدفع الضرائب على الماعز وخلايا النحل. وأورد الرحالة المتصوف البكري الصديقي الذي مر بالمنطقة في أواسط القرن الثامن عشر, أنه زار قرية حمامة بعد أن غادر الجورة (أنظر أيضا الجورة, قضاء غزة). كان سكان القرية في معظمهم من المسلمين وقد بنوا منازلهم في موازاة الطرق المؤدية إلى القرى المجاورة وهذا ما أدى إلى بروز نمط من البناء يشابه شكل النجمة بحيث كان مسجد ومدرستان ابتدائيتان: أحداهما للينين أنشئت في سنة 1921 والأخرى للبنات أنشئت في سنة 1946 وفي هذه السنة كان ما مجموعه 338 تلميذا مسجلا في مدرسة البنين و46 تلميذة في مدرسة البنات. وكان في القرية مجلس بلدي يدير شوؤنها المحلية. وكان سكانها يزرعون تشكيلة واسعة من المحاصيل كالحبوب والحمضيات والمشمش واللوز والتين والزيتون والبطيخ والشمام. وبسبب كثبان الرمل, ولا سيما في الجهة الشمالية غرس السكان الأشجار في أجزاء من الأراضي لمنع تأكل التربة وزحف الرمال. في 1944 \1945, كان ما مجموعه 961 دونما مخصصا للحمضيات والموز و20990 دونما للحبوب و4325دونما مرويا أو مستخدما للبساتين. وبالإضافة إلى الزراعة كان سكان القرية يعملون في صيد الأسماك. وكانت المنطقة المجاورة لحمامة تزخر بالمواقع الأثرية الماثلة للعيان. وكانت تضم فيما خربة خور البيك وخربة الشيخ عوض (108121).
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
تفيد التقارير التي نشرتها صحيفة (فلسطين) أن حمامة جرت إلى الحرب من خلال عدد من الضربات الخاطفة التي بدأت في كانون الثاني \ يناير1948. ففي 22 من ذلك الشهر, هاجم أفراد من سكان مستعمرة نتسانيم المجاورة مجموعة من فلاحي القرية كانت تعمل في الحقول بين حمامة إسدود. وأسفر الهجوم, بحسب ما ورد في التقارير عن جرح 15 عاملا عربيا, منهم اثنان في حالة الخطر. وبعد ذلك التاريخ بيومين, فتحت وحدة أخرى من المستعمرة نفسها النار على سكان من حمامة فقتلت هذه المرة واحدا, وجرحت آخر. وفي الشهر اللاحق, في 17 شباط \فبراير أطلقت النار على مجموعة من سكان القرية كانت تنتظر الباص على الطريق العام بين حمامة إسدود فجرح اثنان, وجاء في صحيفة (فلسطين) أيضا, أن المهاجمين عادوا إلى مستعمرة نتسانيم.
كتب المؤرخ الإسرائيلي بني موريس يقول إن القرية احتلت في المرحلة الثالثة من عملية يوآف, التي قام الجيش الإسرائيلي بها (أنظر بربرة, قضاء غزة), في 28 تشرين الأول\ أكتوبر. ومع بداية هذه العملية تجمع في حمامة كثيرون كانوا ضحية هجمات عسكرية أخرى شنت في الأشهر الماضية. فقد تعرضت بلدة إسدود المجاورة (وهي على بعد 5 كيلومترات إلى الشمال) لقصف بحري وجوي عند بداية عملية يوآف وسقطت في يد الإسرائيليين في المرحلة الثالثة من العملية. وجاء في صحيفة (نيورك تايمز), في عددها الصادر بتاريخ 18 تشرين الأول \ أكتوبر, أن قاذفات سلاح الجو الإسرائيلي حلقت (من دون عائق تقريبا) نحو أهدافها طوال ثلاث ليال متوالية وأن هذه الأهداف كانت تشمل إسدود. وقد فر معظم السكان الباقين مع وحدات الجيش المصري المنسجمة قبل دخول الإسرائيليين في 28 تشرين الأول\ أكتوبر.
في المرحلة الثالثة من عملية يوآف استغل النجاح في المراحل السابقة لاحتلال المزيد من الأراضي. فقد تم الاستيلاء على القبيبة (قضاء الخليل) وحمامة في 28 تشرين الأول \ أكتوبر 1948 تقريبا. واستنادا إلى موريس اتسمت المرحلة الثالثة هذه ب (الفرار من الهلع) وب (بعض عمليات الطرد). وعندما دخل لواء يفتاح قرية حمامة وجدها (ملآنة باللاجئين) من إسدود وغيرها بحسب ما جاء في تقرير وحدة الاستخبارات فيه. ويضيف موريس : (وقد فر من بقي من سكان حمامة,واللاجئون إليها, نحو الجنوب بعد انتصار [الجيش الإسرائيلي], أو أن الجنود شجعوهم على الفرار أو أمروهم بالفرار)وقد ارتكبت مجزرة غير معروفة على نطاق واسع وهي من كبرى مجازر الحرب, خلال هذه المرحلة, في 29 تشرين الأول\ أكتوبر 1948, في قرية الدوايمة (في قضاء الخليل, وعلى بعد 25 كيلومترا إلى الشرق). ويقول موريس إن هذه المجزرة تسببت بفرار الكثيرين من سكان المنطقة.
القرية اليوم
لم يبق أثر من منازل القرية, ولا من معالمها. وتغطي الموقع النباتات البرية, ومنها الأعشاب الطويلة والعوسج والعليق فضلا عن نبات الصبار. أما الأراضي المجاورة فمتروكة غير مستعملة.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
في الأربعينات أقيمت متسعمرتان إلى الشمال الشرقي من القرية على أراضيها مع أنهما غير قريبتين من موقعها وهما: نتسانيم في سنة 1934 وكفار هنوعر في سنة 1949 وبنيت مستعمرة بيت عزرا على أراضي القرية في سنة 1950. كما أقيمت مزرعة تدعى إشكولوت على أراضي القرية في الخمسينات.