كانت القرية عند الطرف الشمالي الشرقي لسهل الحولة، وتشرف عيه من جهة الجنوب. وكانت طريق فرعية تمر إلى الشمال الغربي منها مباشرة وتصلها ببلدة بانياس في سورية، وببضع قرى أخرى (منها الخالصة)، وبطريق عام يؤدي إلى صفد. ولطالما كانت خان الدوير محطّ رحال القوافل التجارية المسافرة بين سورية وفلسطين ولبنان. وثمة موقع أثري يعرف بتل القاضي على بعد نحو كيلومتر إلى الشمال الغربي منها؛ ومن الجائز أن يكون هذا الموقع من بقايا بلدة لايِيش المذكورة في العهد القديم من الكتاب المقدس (القضاة 18: 29) باعتبارها مدينة مسوّرة أخذها بنو دان عنوة في القرن الثاني عشر قبل الميلاد.
في أواخر القرن التاسع عشر، كانت خان الدوير تتألف من منزلين حجريين يعيش فيهما عشرون شخصاً. وكان المنزلان، القائمان على سفح تل، محاطين بشجر الزيتون والأراضي المزروعة. وقد صُنّفت خان الدوير مزرعةً في ((معجم فلسطين الجغرافي المفهرس)) (Palestine Index Gazetteer)، الذي وُضع أيام الانتداب. وكانت منازلها مبنية بالحجر البازلتي الأسود وبالطين. في 1944/1945، كان ما مجموعه 96 دونماً مخصصاً للحبوب، و2067 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
لما كانت خان الدوير تقع في أقصى الشمال من الجليل الشرقي، فمن الجائز ألا تكون القوات الصهيونية دخلتها إلا في نهاية عملية يفتاح، في أواخر أيار/مايو 1948. لكن من الأرجح أن تكون القرية تعرضت للهجوم قبل ذلك بمدة لا بأس فيها؛ إذ اندفعت الهاغاناه للسيطرة على الحدود الشمالية قبل نهاية الانتداب البريطاني في 15 أيار/مايو. يضاف إلى ذلك أن الوصول إلى القرية كان متيسراً من مستعمرة دفنه اليهودية، التي كانت إحدى نقاط انطلاق الغارات التي شنتها القوات الصهيونية على سورية في تلك الآونة. لذلك، فمن الجائز أن تكون استهدفت بالهجوم في المراحل الأولى من عملية يفتاح، في النصف الثاني من نيسان/أبريل.
القرية اليوم
الموقع مهجور، وتغلب الحشائش عليه. ولم يبق ماثلاً للعيان إلا خرائب الخان. والأراضي المحيطة يزرعها الإسرائيليون، أو يستعملونها مرعى للمواشي. أما الباقي فغابات.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القريةلا مستعمرات إسرائيلية على أراضي القرية. إلا أن مستعمرتي دفنه ودان، اللتين أُنشئتا في سنة 1939، تقعان قريباً من موقع القرية؛ فالأولى تقع على بعد 3 كلم إلى الجنوب الشرقي، والثانية على بعد 2 كلم إلى الغرب.