كانت القرية تنهض على قمة تل، مشرفة على رقعة واسعة من الأرض في الجهات الأربع. وربما كان اسمها مشتقاً من برج كان منتصباً في مركز الموقع. في أواخر القرن التاسع عشر، وصفت خربة أم برج بأنها قرية خَرِبَة يتوسطها برج مركزي كان يعتقد (خطأ) أنه حديث البناء. ومن الجائز أن يكن اسمها القديم، الذي لم يُحفظ لنا، تضمن لفظة ((بيرغوس)) (Pyrgos) اليونانية (ومعناها برج)؛ وكانت طريقان ترابيتان تصلان القرية بالطريق العام الممتد بين بيت جبرين والخليل، وبطريق عام آخر يمتد في اتجاه الشمال الشرقي، من بيت جبرين إلى طريق القدس- يافا العام. كما كانت مسالك ودروب جبلية تصلها بقرى المنطقة الأُخرى، مثل دير نخاس وصوريف ونوبا.
كانت خربة أم برج، التي صُنفت مزرعةً في ((معجم فلسطين الجغرافي المفهرس)) (Palestine Index Gazetteer) الذي صدر زمن الانتداب، تمتد على محور شرقي-غربي، وكانت منازلها مبنية بالحجارة. وكان سكانها، وهم من المسلمين، يستمدون مياه الشرب من ثلاث آبار تقع في الركن الشمالي من الموقع. وكانت المزروعات البعلية وتربية المواشي مورد رزق سكانها الرئيسي؛ فكانوا يزرعون الحبوب والأشجار المثمرة، كالزيتون والكرمة. في 1944/1945، كان ما مجموعه 3546 دونماً مخصصاً للحبوب، و28 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين. وكانت القرية خَرْبة غير آهلة أصلاً، وفيها حيطان وصهاريج وكهوف وصخور منحوتة. وكان ثمة في الأراضي التابعة لها 20 خربة على الأقل، منها خربة جمرورة؛ وربما كانت هذه هي جمروريس (Gemmruris) الرومانية الأصل نفسها. ويبقى تاريخ الموقع القديم موضع دراسة ليحدد تحديداً دقيقاً، غير أن وجود صهاريج وأبراج حمام يوحي بأنها كانت آهلة أيام الرومان.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
من المرجح أن تكون القوات الإسرائيلية دخلت خربة أم برج في المرحلة الثالثة من عملية يوآف، في 28/تشرين الأول/أكتوبر 1948. واستناداً إلى المؤرخ الإسرائيلي بِني موريس، اتسمت هذه المرحلة بـ ((الفرار ذعراً)) وبـ((بعض الترحيل))؛ وقد ارتُكب بعض الأمور الفظيعة أيضاً، وتحديداً في قرية الدوايمة المجاورة يوم 29 تشرين الأول أكتوبر. والظاهر أن ثمة قرويين بقوا في منازلهم على الرغم من هذه الأوضاع؛ إذ أن وحدة إسرائيلية أُرسلت في 6 تشرين الثاني/نوفمبر لـ ((طرد اللاجئين)) من المنطقة، فوجدت 150 شخصاً في خربة أم برج. ويذكر موريس أن الوحدة، وهي فصيلة من لواء هرئيل (الذي كانت احتل للتو موقعاً إلى الشمال من القرية) ت((طردت نحو 100 شخص، وجرحت بعضهم فيما يبدو)). وقد هدفت هذه الغارة وغيرها من مثيلاتها التي شنت في الفترة الواقعة بين تشرين الثاني/ نوفمبر 1948 ونيسان/أبريل 1949، إلى ((تطهير)) المناطق الواقعة على امتداد خطوط الجهة الفاصلة بين الأراضي التي تسيطر إسرائيل عليها، وبين تلك التي يسيطر الأردن عليها. وفي نهاية المطاف، جاء موقع القرية قريباً جداً من خطوط الهدنة.
القرية اليوم
تتلاصق المنازل المتداعية الباقية، بعضها ببعض. وتبدو نوافذها وأبوابها جلية للعيان، على الرغم من زوال السقوف وأجزاء من الحيطان. وتنتصب قنطرة كبيرة وسط بقايا المنازل هذه. وثمة بناء كبير مهجور (كان يحتوي سابقاً على مضخة للري) عند أسفل التل في الجهة الغربية من القرية، وله مدخل من جهته الشرقية؛ وقد نبتت شجرة خروب داخله، وفي جواره بركة وبئر. ويشاهَد بعض الكهوف التي كانت آهلة فيما مضى، عند الطرفين الشمالي والشمالي الشرقي للموقع؛ وينبت الصبار في طرفه الجنوبي.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
في سنة 1982، أُسست مستعمرة نحوشا على أراضي القرية، إلى الغرب من موقعها.