كانت القرية تقع في منطقة بركانية تنحدر برفق في اتجاه سهل الحولة شمالا وتصب مياهها في وادي شاهيان. في سنة 1840, أشار الرحالة الأمريكي إدوارد روبنسون عالم الكتاب المقدس, الى أن ( المنظار) كانت مخيما لبعض البدو من الأتراك والأكراد. وشاهد هناك أيضا مضارب البدو من العرب . وقبيل بداية هذا القرن, اشترى البارون دور روتشليد معظم الأراضي المجاورة لخربة المنظار. وقد أسست مستعمرة محنايم ( 204266) في سنة 1898 على هذه الأراضي, لكنها كانت عاجزة اقتصاديا عن البقاء فهجرت. ومعنى ذلك أن عرب خربة المنظار ظلوا يشتغلون بزراعة تلك الأراضي, وإن كانوا لا يمتلكونها رسميا, حتى سنة 1939 على الأقل أي الى حين أعيد إنشاء المستعمرة. وفي تلك الآونة كانت خربة المنظار قرية صغيرة الى درجة أن صنفت مزرعة ( في معجم فلسطين الجغرافي المفهرس) الذي وضع أيام الانتداب.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
من المرجح أن تكون أوائل الهجمات على خربة المنظار وقعت خلال عملية يفتاح, التي اجتاح لواء يفتاح الجليل الشرقي في سياقها ( أنظر آبل القمح, قضاء صفد). وكانت الأوامر التي صدرت إلى اللواء تقضي بأن (يدمر كل الجسور الواقعة على الطرق التي تصل فلسطين بلبنان وسورية…) وبأن يركز قواته (في المنطقة الواقعة بين روش بينا و أييليت هشاحر…). وكانت خربة المنظار تقع بين روش بينا وجسر بنات يعقوب على نهر الأردن.
بعد مهاجمة المواقع السورية على امتداد نهر الأردن سحب لواء يفتاح في أوائل حزيران\ يونيو 1948. وفي 10 حزيران \ يونيو اجتازت القوات السورية النهر واستولت على مستعمرة مشمار هيردين. وفي اليوم التالي تقدم السوريون الى (المواقع المحيطة بمحنايم), أي قريبا من خربة المنطار, لكن وحدات لواء عوديد صدت تقدمهم. وقد ظل الوضع على الجبهة بين القوات السورية والإسرائيلية التي كانت في أرجح الظن قريبة جدا من خربة المنطار، مستقرا طوال فترة الهدنة الأولى التي بدأت في 11 حزيران\ يونيو في هذه الهدنة الأولى التي بدأت في 11 حزيران \ يونيو في هذه المنطقة, واستمرت حتى 9 تموز\ يوليو 1948. بعد ذلك بذل لواءا عوديد وكرملي جهودا متجددة للاندفاع شرقا نحو مشمار هيردين, لكنهما أخفقا.
وقعت خربة المنطار, كقرية يردا ( 205268) التي لا تبعد عنها إلا كلم الى الشمال, على تخوم المنطقة المجردة من السلاح بين سورية وإسرائيل بعد اتفاقية الهدنة التي عقدت في تموز\ يوليو 1949. والواقع أن هذه الاتفاقية وقعت في خيمة نصبت قرب مستعمرة محنايم الإسرائيلية, في 20 تموز\ يوليو 1949, وبالقرب من موقع خربة المنطار. ولئن كانت خربة المنطار ظلت آهلة حتى ذلك الوقت, فمن المرجح أن يكون سكانها واجهوا المصير نفسه الذي واجهته القرى الواقعة مباشرة داخل المنطقة المجردة من السلاح. ويروي المؤرخ الإسرائيلي بين سنة 1949 وسنة بوسائل الضغط المباشر وغير المباشر ( أنظر كراد البقارة, قضاء صفد).
القرية اليوم
تتبعثر الأنقاض الحجرية في أرجاء الموقع, الذي تغلب عليه الحشائش والأشواك وبضع شجرات سرو. وثمة زريبة للبقر بالقرب من الموقع. والمقبرة يستعملها الآن البدو من قرية طوبي المجاورة. ويستخدم بعض الأراضي المحيطة مرعى للمواشي.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
لا مستعمرات إسرائيلية على أراضي القرية. أما مستعمرة محنايم ( 204266) التي أعيد إنشاؤها في سنة 1939 بعد سلسلة من محاولات الاستيطان الفاشلة, فتقع على بعد كيلومتر شمالي شرقي الموقع.