كانت القرية تقوم على نجد من صخور بركانية وتشرف على وادي الحمام وبحيرة طبرية. وكانت طريق فرعية تربط القرية ( التي صنفت مزروعة في معجم فلسطين الجغرافي المفهرس) بالطريق العام الممتدة في موازاة شاطئ البحيرة حتى مدينة طبرية. وكانت طريق غير معبدة تربطها بطريق حطين في الجنوب الغربي أما منازلها كانت تجتمع على نحو غير منتظم حول تقاطع هاتين الطريقين. وكان سكان القرية ينتمون في معظمهم الى قبيلة عرب المواسي البدوية وان كان بعض الأسر ينتمي الى عرب الوهيب من البدو. وكانت تحيط بمنازلهم الحجرية خيم البدو الذين لم يشيدوا منازل دائمة لهم. وكان سكانها كلهم من المسلمين. وكان ثمة على المشارف الشمالية للقرية خربة تضم مقامين لشيخين محليين, هما عمر وموسى الكاظم. وكان السكان يقيمون الاحتفالات الدينية في مقام الأخير. وكانت الزراعة عماد اقتصاد القرية. وقد غرس شجر الزيتون في المناطق الشمالية من أراضي القرية بينما زرعت الحبوب في قاع وادي الحمام. في 1944/1945 , كان ما مجموعه 2027 دونما مخصصاً لزراعة الحبوب. وكان في جوار القرية بضعة مواقع أثرية منها خربتان تضمان أسس أبنية دارسة وصوى وصهاريج وكهفاً ويثرا وحوضا منحوتاً في الصخر.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
لم ينشر أي تقرير عن احتلال هذه القرية, الا إن موقعها بفرض أحد احتمالين:الأول هو أن القرية ربما تكون احتلت صبيحة سقوط طبرية يوم 18 نيسان / أبريل 1948 . فقد كان أغارت قوات الهاغاناه في إثر احتلال المدينة, على بضع قرى في جوارها لإحكام قبضتها على طبرية وإرغام السكان على النزوح عن المنطقة المحيطة بها, ومن الجائز أن تكون خربة الوعرة السوداء من جملة هذه القرى. الاحتمال الثاني هو أن تكون القرية احتلت في إطار عملية ديكل (أنظر عمقا, قضاء عكا) حين كانت القوات التي احتلت الناصرة تتقدم شرقاً في اتجاه طبرية. فان صح ذلك, تكون القرية وقعت تحت الاحتلال في أواسط تموز/ يوليو, وقت سقوط حطين, قبيل الهدنة الثانية في الحرب.
وثمة رواية شفهية عن وقوع مجزرة بعرب المواسي في أواخر تشرين الأول/ اكتوبر, أوائل تشرين الثاني /نوفمبر1948 , عقب الهدنة الثانية في الحرب. فقد جمع الجنود اليهود (استناداً الى قول السكان) 15 رجلا ومضوا بهم الى قرية عيلبون حيث أطلقوا النار عليهم وسلم منهم اثنان إذا تظاهرا بالموت بينما كان الجنود قد تراجعوا مسافة يسيرة. وبعد انتظار بضع دقائق, عاد الجنود فأطلقوا النار على الجثث كلها, ووجهوا نيرانهم الى الرؤؤس هذه المرة. وقد مات أربعة عشر منهم, ودفنوا في كهف مجاور. أما الناجي الوحيد فقد هرب الى سوريا مع نفر من عرب المواسي . والتحق غيرهم بالقبائل المنتشرة في الجليل الداخلي.
القرية اليوم
لم يبق من المنازل عين ولا أثر. ولا يدل على أن القرية كانت قائمة فيما مضى الا ما بقي من المصاطب الحجرية ويستعمل الموقع نفسه و الأراضي المحيطة به مرعى للمواشي وان كان جزء منها يزرعه الإسرائيليون.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
تبعد مستعمرة رفيد (193250) 3كلم الى الغرب من موقع القرية لكنها ليست على أراضيها. أما مستعمرة أريبل (196246), التي أنشئت في سنة 1949 , فتقع على بعد نحو 2 كلم جنوبي شرفي الموقع وهي على أراضي قرية حطين.