كانت القرية مبنية فوق تل صغير تمتد تحته صخور بركانية، على بعد نحو 4 كلم شمالي شاطئ بحيرة طبرية. وكانت قريبة من موقع بلدة كُورَزِين القديمة، المذكورة في العهد الجديد من الكتاب المقدس (متى 11: 21؛ لوقا 10: 13) باعتبارها واحدة من البلدات التي بشّر السيد المسيح فيها. وقد أُنشئ فيها كنيس لليهود في القرن الثالث للميلاد، لكنه دُمّر في وقت ما من القرن الرابع. وكانت خربة كرازة تقع في الديار التي تحل قبيلة الزنغرية البدوية فيها؛ وكان كثيرون من سكانها ينتمون إلى عشيرة السوالمة، وهي فرع من هذه القبيلة. في سنة 1948، كان في القرية نحو خمسة عشر منزلاً حجري البناء، وعدد مماثل من الخيم التي كان القرويون شبه الرُّحل يقيمون فيها عندما لا يتنقلون مع مواشيهم. وكان في الركن الشمالي من القرية مقام لولي مسلم محلي يدعى الشيخ رمضان. وكان المقام، المبنية حول ضريح الولي، يقوم بدور اقتصادي في حياة سكان القرية، إلى جانب دوره الديني. فقد كانوا يخزنون حبوبهم قرب المقام، واثقين بأن أحداً لن يجرؤ على انتهاك حرمة المقام وسرقة أي شيء مودع هناك. وقد كشفت التنقيبات الأثرية عن خرائب بلدة كورزين وعن كنيس لليهود، كما كشفت عن ساحة أضرحة إلى الشرق من موقع القرية، وإلى الجنوب الشرقي.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
القرية اليوم
بات الموقع منطقة سياحية وأثرية. ولا يزال بعض منازل القرية قائماً، فضلاً عن خرائب منازل أُخرى. وقد رُمّم أحد المنازل القديمة وجُدّد. ولا يزال قائماً هناك أيضاً ضريح الشيخ رمضان الذي كان مقام القرية مبنياً حوله. والضريح متداع، والبناء الذي كان يحتوي على الضريح زال وبات محاطاً بشجرات خروب كبيرة.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
أُنشئت مستعمرتا خورازين وأمنون قرب موقع القرية في سنة 1983، وذلك على أراض تابعة لقرية السَمَكِية (قضاء طبريا) التي تقع على بعد 3.5 كلم إلى الجنوب، والتي هُجّر سكانها أيضاً.