كانت القرية قائمة على السفح الأعلى لتل مرتفع نسبياً ومبنية على خرائب موقع قديم كان يحتوي على بنى قديمة وكهوف كانت آهلة فيما مضى, وصهاريج وبرك كبيرة. وكان الموقع يعرف أيام الصليبين باسم ديليها.في سنة 1596, كانت دلاتة قرية في ناحية جيرة ( لواء صفد), وعدد سكانها 127 نسمة. وكانت تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والزيتون, بالإضافة إلى عناصر أخرى من الإنتاج والمستغلات كالماعز وخلايا النحل وكروم العنب ومعصرة تستعمل لعصر العنب أو الزيتون.
في أواخر القرن التاسع عشر, كانت دلاتة قرية مبنية بالحجارة والطين, وعدد سكانها 100 نسمة. وقد ذكر زوار المنطقة أن القرية كانت قائمة عند أسفل تل كبير, ومحاطة ببساتين الزيتون والأراضي الزراعية. كما كانت محاطة بتشكيلات صخرية مريحة. وكانت الينابيع توقر المياه للاستعمال المنزلي. وكان في القرية مدرسة صغيرة كان يؤمها 37 تلميذا في سنة 1945. كان سكان دلاتة كلهم من المسلمين, ويعملون في الزراعة البعلية بصورة أساسية, وإن كان بعضهم يعنى أيضا بتربية المواشي وبعضهم الآخر بقطع الحطب وبيعه. وكانت الفاكهة على أنواعها, والزيتون الذي كان مغروسا في رقاع متفرقة حول القرية, أهم المحاصيل. وكانت الحبوب تزرع في الأودية المجاورة, وفي قطع أراض صغيرة عند أسافل منحدرات مخصصا للحبوب و 302 من الدونمات مستخدما للبساتين.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
من المرجح أن تكون دلاتة احتلت في وقت ما بعد سقوط صفد , مركز القضاء في 10 -11 أيار\ مايو 1948. وتشير الدلائل غير المباشرة الى أن القرية احتلت في سياق عملية يفتاح ( أنظر آبل القمح, قضاء صفد). وإذا صح ذلك تكون, في أرجح الظن, من القرى التي هوجمت في المراحل الأخيرة من العملية مثل جارتها عموقة التي احتلت في 24 أيار\ مايو.
القرية اليوم
لم يبق إلا حطام المنازل المبعثر في أرجاء الموقع, الذي غلب عليه الحشائش والنباتات البرية والأشجار. و لا يزال بعض المصاطب الحجرية قائما على أراضي القرية, كما لا يزال فيها بعض أشجار الزيتون. وعلى بعد دلتون الإسرائيلية. وقد حول جزء من أراضي القرية إلى غابة بينما تستعمل الأجزاء الأخرى مرعى للمواشي.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
أنشأت إسرائيل مستعمرة دلتون ( 196269) في سنة 1950 على أراضي القرية, في موضع يميل الى الجنوب الغربي من موقعها.