كانت القرية مبنية على قمة تل مستوية في السهل الساحلي الأوسط، وكانت محاطة بتلال أقل منها ارتفاعاً. وكانت تشرف على مساحات شاسعة من الأرض من الجهات كلها، وتصلها طريق فرعية بالطريق العام الموصل إلى اللد والرملة. وكان بعض الدروب الترابية يصلها أيضاً بعدة قرى مجاورة. وعلى المشارف الشرقية للقرية، كان ثمة مقام لشيخ يدعى أبو سلامة؛ وهذا، في أرجح الظن، الأساس الذي اعتُمد عليه في تسمية القرية.
كان شكل القرية العام غير منتظم. وقد صُنفت مزرعة في (معجم فلسطين الجغرافي المفهرس) (Palestine Index Gazetteer)، الذي وُضع أيام الانتداب. وكان سكانها معظمهم من المسلمين، ومنازلها مبنية بالطوب. وكانت أراضيها الزراعية، الواقعة في معظمها إلى الشمال، ذات تربة خصبة وغنية بالمياه الجوفية؛ ومن جملتها صهريجان كانا في المنطقة. وكان أهم غلالها الحبوب والخضروات والزيتون والحمضيات والعنب والتين. في 1944/1945، كان ما مجموعه 695 دونماً مخصصاً للحبوب، و41 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين. وكان في القرية آثار دير، وقبور منحوتة في الصخر.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
بعد الاستيلاء على اللد في المرحلة الأولى من عملية داني، عمدت القوات الإسرائيلية إلى الانتشار في مناطق اللد الخلفية، مجتاحة بضع قرى مجاورة. ويذكر المؤرخ الإسرائيلي بين موريس أن دير أبو سلامة سقطت في 13 تموز/يوليو 1948، لكنه لا يشير إلى ما حلّ بسكانها. ومن الجائز أن الذين مكثوا في منازلهم طُردوا منها بعد دخول القوات الغازية، على غرار ما جرى في اللد والرملة وفي كثير من القرى الأُخرى التي سقطت في سياق تلك العملية. وقبل يومين من الاستيلاء على القرية، صدرت أوامر من قيادة عملية داني إلى لواء يفتاح نصت على ((التحصين في كل موضع يتم الاستيلاء عليه، وتدمير كل منزل لا يراد استعماله لإيواء الجنود الإسرائيليين)).
القرية اليوم
حُول الموقع إلى متنزه إسرائيلي تحيط به صفوف من شجر السرو والصنوبر. وقد استعمل عمال الصندوق القومي اليهودي الحجارة التي استخلصوها من المنازل المدمّرة في بناء برج للمراقبة مدرّج في موقع القرية. كما مُهدت الأرض الواقعة أمام المدرج، وكُسيت بالعشب الأخضر. ولا يزال شجر التين والزيتون العتيق قائماً هناك. وينبت الصبار وشجر الخروب في الطرفين الغربي والشمالي من الموقع.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
لا مستعمرات إسرائيلية على أراضي القرية.