كانت القرية قائمة على تل صغير في أسفل السفح الشمالي لجبل الشيخ بدر ويشرف من جهة الشمال الشرقي على وادي الصرار. وكان طريق القدس- يافا العام وخط سكة الحديد يمران بالوداي. وكانت إحدى محطات قطار سكة الحديد تقع على بعد نصف كيلومتر إلى الشرق من القرية. وكانت طرق فرعية تربط الشيخ بالقرى المجاورة. اتخذت القرية شكلا مستطيلا, وامتدت على محور شمالي- جنوبي. وقد شيد عدد من منازلها على جانبي الطريق المؤدية إلى الطريق العام. في سنة 1596, كانت دير الشيخ من قرى ناحية القدس (لواء القدس), وعدد سكانها 113 نسمة. وكانت تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والزيتون والفاكهة, بالإضافة إلى عناصر أخرى من الإنتاج والمستغلات كالماعز وخلايا النحل وكروم العنب. في بداية السبعينات من القرن التاسع عشر , ذكر أن عدد سكان دير الشيخ كان يقارب 400 نسمة, لكنها أقفرت في سنة 1881. ربما غادرها سكانها مؤقتا أو قضوا بسبب وباء التيفوس الذي تفشى في سنة 1874. وكان مسجد القرية, وأحدهما كبير القبة ينتصبان في طرفها الشرقي بينما كان يقع في الجنوب الغربي ضريح محفور في الصخر.
في عهد الانتداب أهلت القرية ثانية, وسط الأربعينات كان عدد سكانها 220 نسمة معظمهم من المسلمين وبينهم 10 مسيحيين وكانت منازلها في معظمها حجرية وكان من معالم القرية مقام الشيخ سلطان بدر ومسجده كما كانت تحتوي على عدة دكاكين. وكان السكان يتزودون مياه الشرب من بئر تقع في الركن الغربي للقرية. وكانت مزروعاتهم بعلية في معظمها كالحبوب والخضروات والأشجار المثمرة. وكانت أشجار الزيتون والفاكهة تحتل مساحات من الأرض واسعة نسبيا في الشرق والغرب والشمال بينما كانت الأراضي الأخرى تستعمل مرعى للمواشي. في 1944\1945, كان ما مجموعه 1025 دونما مخصصا للحبوب, و291دونما مرويا أو مستخدما للبساتين. وكان من معالم القرية الأثرية بقايا حيطان وأعمدة وأسس وأبنية دارسة وصهاريج ومدافن ومعاصر.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
مع انتهاء الهدنة الثانية في 15 تشرين الأول\ أكتوبر 1948, اندفعت القوات الإسرائيلية في ممر القدس إلى الجنوب تماما من الطريق المؤدي إلى الساحل. وقد احتل لواء هرئيل دير الشيخ في سياق هذه العملية التي عرفت بعملية ههار ( أنظر علار, قضاء القدس), وذلك يوم 21 تشرين الأول\ أكتوبر, في أرجح الظن. ويحدد ما حل بالسكان في النهاية, إلا إنه يذكر أن بعض القرويين لاذو بالفرار مع اقتراب القوات الإسرائيلية, بينما هجر الآخرون.
القرية اليوم
مقام الشيخ سلطان بدر واحد من أبنية القرية القليلة المتبقية وهو بناء أبيض ذو قبتين ومداخل مقنطرة وفناء. وقد تحول اليوم إلى موقع سياحي إسرائيلي. وتغطي الأعشاب البرية ركام الحجارة المتناثرة غربي المقام. وينبت الصبار وكثير من شجر الزيتون على مداميك المصاطب شرقي القرية وغربيها. ولا تزال أنقاض المنازل والمصاطب المبعثرة في أنحاء الموقع بادية للعيان.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
لا مستعمرات إسرائيلية على أراضي القرية. أما نيس هريم (155128) التي أنشئت في سنة 1950 فتبعد كيلومترا واحدا إلى الجنوب الغربي من موقع القرية وتقع في أراض تابعة لقرية بيت عطاب.