كانت القرية تقوم على نجد مستو، متطاول نسبياً وممتد من الشمال إلى الجنوب. وكانت وصلة تربطها بالطريق العام الممتد بين غزة وطريق الرملة-القدس العام، الذي كان يمر علىبعد 200 متر إلى الجنوب منها. وكان بعض الطرق الترابية يصلها بالقرى المجاورة أيضاً. وعُدت دير محيسن قائمة في الموقع الذي كان يطلق عليه الصليبيون اسم دير موسيم (Deirmusim). في أواخر القرن التاسع عشر، شاهد مؤلفو كتاب ((مسح فلسطين الغربية)) (The Survey of Western Palestine) الموقع، وقالوا أنه موقع كبير الرقعة تتبعثر فيه بقايا منازل مهجورة. وكان يُعرف أيضاً باسم أُم الشقف. وفي الأزمنة الحديثة، كانت منازل القرية مبنية بالحجارة على جوانب الطرق المتشعبة من وسط القرية؛ ومع تمدد القرية بُنيت المنازل في موازاة الطريق العام المار إلى الجنوب. وكان لسكان القرية، ومعظمهم من المسلمين، مسجد وبضعة دكاكين. وكانت زراعتهم بعلية، وتعتمد على الحبوب التي كانت تُزرع في الأراضي المستوية المنخفضة، وعلى الأشجار المثمرة التي كانت مغروسة في المنحدرات وكان أهم الغلال الزراعية الزيتون والعنب والتين واللوز. في 1944/1945، كان ما مجموعه 7881 دونماً مخصصاً للحبوب، و45 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
ليلة 31 آذار/مارس-1نيسان/أبريل 1948، اجتمع رئيس الوكالة اليهودية دافيد بن-غوريون إلى أعضاء هيئة الأركان في الهاغاناه، وقرروا القيام بعملية خاصة للاستيلاء على القرى الواقعة بين السهل الساحلي والقدس. ونصّـ الأوامر العملانية التي أعطيت للكتائب الثلاث، التي حُشدت لهذه الغاية، على أن ((كل القرى العربية الواقعة على المحور [محور خُلدة-القدس] يجب أن تعامل معاملة تجمعات عدوة، أو قواعد انطلاق للإغارة)). بدأت عملية نحشون باحتلال دير محيسن وجارتها خُلدة في 6 نيسان/أبريل. وقد سُويت القرية بالأرض بُعيد احتلالها على الأرجح، على غرار ما جرى لغيرها من القرى التي احتُلّت في سياق هذه العلمية.
يكتفي ((تاريخ الهاغاناه)) بالقول إن دير محيسن احتُلت ((بسهولة)). لكن بلاغاً عسكرياً بريطانياً، نقلته صحيفة ((نيويورك تايمز))، ذكر أن القتال في القرية استمر حتى الليل. ويشير المؤرخ الإسرائيلي بني موريس إلى أن المحتلين لم يكونوا بحاجة إلى إصدار أوامر بالطرد، لأن السكان كانوا فروا قبل هجمات الهاغاناه أو في أثنائها. وقد حاولت القوات العربية مرتين، عبثاً، أن تسترد القرية في اليومين التاليين. وفي اليوم الثالث (9 نيسان/أبريل)، طلبت القوات البريطانية المرابطة في اللطرون من الهاغاناه أن تنسحب من القرية، لأن الطريق المارة بها كانت حيوية، بحسب ما زعمت، لخطوط إمدادها. واستناداً إلى صحيفة ((نيويورك تايمز))، التي أوردت نبأ الطلب البريطاني، فإن قوات الهاغاناه أخلت القرية بعد أن طمأنها البريطانيون إلى أن قوافلها لن تتعرض للهجوم في هذه المنطقة. ولا يُعرف بالتحديد متى عادت قوات الهاغاناه لاحتلال القرية، لكن الأرجح أن ذلك حدث مباشرة بعد أن أخلاها البريطانيون، في وقت ما قبل 15 أيار/مايو.
القرية اليوم
تغلب النباتات البرية على موقع القرية الذي جُرف وسُوي بالأرض، كما ينبت فيه شجر اللوز والتوت والرمان. وثمة الجهة الغربية صف من شجر التين.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
تقع مستعمرة بكواع، التي أُنشئت في سنة 1951، على أراضي القرية، في الجزء الشمالي الغربي من الموقع.