طيطبا

كانت القرية مبنية على أرض صخرية، فوق ذروة تل بركاني يشرف على وادي طيطبا (أحد فورع وادي وقّاص) إلى الجنوب الشرقي. وكانت شبكة من الطرق الفرعية تصلها بالقرى المحيطة، وكذلك بالطريق العام المؤدي إلى صفد. في سنة 1596، كانت طيطبا قرية في ناحية جيرة (لواء صفد)، وعدد سكاها 434 نسمة. وكانت تؤدي الضرائب على الماعز وخلايا النحل. في أواخر القرن التاسع عشر، كانت طيطبا قرية مبنية بالحجارة، وعدد سكانها 200 نسمة. وكان سكانها يزرعون البساتين في الجهة الغربية من القرية.
في الأزمنة الحديثة كانت منازل القرية مبنية بالطوب والحجارة وكان سكانها كلهم من المسلمين، ولهم مسجد في الركن الجنوبي منها، ومدرسة ابتدائية للبنين أُنشئت أيام الانتداب البريطاني. وقد كانت الزراعة أهم موارد رزقهم. في 1944/1945، كان ما مجموعه 5175 دونماً مخصصاً للحبوب، و585 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين. وكان إلى الشرق من القرية تل التصاريف الذي يحتوي على بقايا قبر قديم، وإلى الشمال منها ساحة أضرحة تعود إلى ما قبل التاريخ.

إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا 

إن أقدم الحوادث المدونة التي وقعت في القرية كان في شباط/فبراير 1948. فقد ذكرت ((نيويورك تايمز)). أن دورية بريطانية قاربت، في 12 شباط/فبراير، قرية طيطبا ((المعروفة بأنها تؤوي متطوعين عرباً مسلحين.)) وقد بادرت القوات العربية إلى الهجوم، فأُرسلت تعزيزات بريطانية، ثم شقت الدورية البريطانية طريقها خارجة. ولم يؤت إلى ذكر وقوع أية إصابات. لكن بعد يومين، في 15 شباط/فبراير، هاجمت مجموعة إغارة من الهاغاناه (كانت قد ارتكبت مجزرة في قرية سعسع المجاورة) طيطبا؛ وذلك استناداً إلى تقرير نشرته وكالة إسوشييتد برس. ولم يؤتَ إلى ذكر أية تفصيلات أخرى.
من العسير أن نحدّد متى احتلّت طيطبا. فربما تكون اجتيحت، إلى جانب قريتي عموقة وقديتا، خلال المراحل الأخيرة من عملية يفتاح، في أيار/مايو 1948. وربما تكون أيضاً صمدت حتى عملية حيرام، في أواخر تشرين الأول/أكتوبر. إلا أن الاحتمال الأول يبقى الأرجح، لأن ((تاريخ حرب الاستقلال)) يشير إلى أن خطوط الجبهةن عند بداية عملية حيرام، كانت تتجه شمالاً من قرية ميرون إلى قرية قَدَس؛ ومعنى ذلك أن تلك الخطوط كانت تقع إلى الغرب من طيطبا مباشرة. ومن الجائز، في هذه الحال، أن يكون السكان نزحوا أو طُردوا في وقت ما بين سقط صفد في 11 أيار/مايو، وبين نهاية عملية يفتاح في 25 أيار/مايو. ويقول المؤرخ الفلسطيني نافذ نزال أيضاً: إن ((سكان طيطبا كلهم تقريباً)) هربوا في بداية أيار/مايو، من جراء الحوادث الدامية التي جرت في قرية عين الزيتون.

القرية اليوم

تتبعثر أنقاض المنازل الحجرية المدمرة في أرجاء الموقع. ولا تزال بضع شجرات زيتون قائمة بين الحشائش البرية والنباتات الشائكة. وتغطي الغابات جزءاً من الأراضي المجاورة، بينما يستعمل سكان مستعمرة دلتون الجزء الآخر مرعى للمواشي.

المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية

لا مستعمرات إسرائيلية على أراضي القرية. لكن مستعمرة دلتون الزراعية، التي أنشئت في سنة 1950، تقع في الجوار إلى جهة الشرق.

المصدر:
كتاب كي لا ننسى، وليد الخالدي
www.palestineremembered.com
موسوعة القرى الفلسطينية 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *