كانت القرية تنتشر على رقعة مستوية من الأرض في السهل الساحلي, إلى الشمال الشرقي من إسدود ولعل اسمها محرف من اسم شكرون الكنعاني, كانت عرب صقرير قرية في ناحية غزة( لواء غزة)و وفيها 55 نسمة. وكانت تدفع الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والسمسم بالإضافة إلى عناصر أخرى من الإنتاج كالماعز وخلايا النحل. وكان سكانها الأصليين من البدو المسلمين الذين استوطنوا الموقع بالتدريج, فبنوا المنازل الحجرية وأضحوا مزارعين. في 1944\1945 , كان ما مجموعه 583 دونما من أراضيهم مخصصا للحمضيات والموز و10232 دونما للحبوب, و489 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
كانت عرب صقرير هدفا لأول اقتراح عملاني من الهاغاناه يدعو إلى تدمير قرية تدميرا كاملا, وكان ذلك في 11 كانون الثاني\ يناير 1948. وقد جاء في تقرير للاستخبارات يحمل هذا التاريخ, الاقتراح التالي: (يجب تدمير القرية كليا, وقتل بعض الذكور من تلك القرية نفسها). ويقول المؤرخ الإسرائيلي بني موريس إن التقرير جاء نتيجة (مقتل 11 فردا من كشافة الهاغاناه في 9 كانون الثاني \ يناير) غير أن التقارير الصحافية في تلك الآونة أوردت رواية مختلفة. فقد استشهدت صحفية(نيويرك تايمز) بمصادر من الشرطة تقول إن جماعة من اليهود من مستعمرة يفنه القريبة, هاجمت (وادي صقرير) بالأسلحة النارية في 9 كانون الثاني\ يناير, مضيفة أن الشرطة وصلت إلى المكان وردت على الهجوم. وجاء في التقارير أن ثمانية من العرب وأثني عشر يهوديا قتلوا, وكانت هذه ((الأكثر الاشتباكات قتلا)) في ذلك اليوم. أما صحيفة (فلسطين) الصادرة في يافا, فقد ذكرت أيضا هجوما على القرية في 9 كانون الثاني\ يناير. ولا يذكر موريس هل تم تنفيذ ذلك الهجوم (الانتقامي) أم لا غير أن أعضاء في الهاغاناه نسفوا 15 أو 20 منزلا في قرية عربية بالقرب من يبنة. ولا يورد التقرير أية أرقام عن الإصابات لكنه يستشهد ببعض من يقول إن التفجيرات التي حدثت فجرا كانت تهدف إلى الثأر للهجمات على القوافل اليهودية.
ومن المرجح أن يكون القطاع الساحلي الذي تقع القرية فيه, وقع تحت سيطرة الهاغاناه يوم سقطت قرية بشيت المجاورة أي في 10 أيار\ مايو 1948 تقريبا. وقد احتل لواء غفعاتي المنطقة بكاملها بينما كان يوسع رقعة انتشاره إلى الجنوب والغرب, في أثناء عملية براك (أنظر البطاني الغربي, قضاء غزة). لكن موريس كتب يقول إن القرية لم تدمر إلا في 24-28 آب أغسطس, خلال عملية نيكايون(التطهير) التي قام لواء غفعاتي بها أيضا. وقد استغل هذا اللواء الهدنة الثانية في الحرب( لطرد جميع الأشخاص غير المسلحين من المنطقة), وذلك بموجب أوامر, لذا فإن الوحدات نسفت المنازل الحجرية وأشعلت النار في الأكواخ (وقتل عشرة من العرب في أثناء محاولتهم الفرار).
القرية اليوم
تغطي الأعشاب البرية وبعض نبات الصبار والأشجار الموقع. وثمة منزلان بقيا قائمين, أحدهما يقع وسط بستان للحمضيات, وله هيكل من الأسمنت وحيطان, وعلى سطحه (علية) وهي إما غرفة نوم مفردة لصاحب المنزل, وإما غرفة للضيوف وتوجد عادة في منازل أثرياء القرى رمزا للثراء أو المكانة. وثمة سلم يستند إلى الحائط الجانبي المتداعي.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
ثمة مستعمرتان على أراضي القرية: نير غليم التي أقيمت في سنة 1949, وأشدود التي أقيمت في سنة 1955, أما مستعمرة بني دروم التي أقيمت في سنة 1949, فهي تجاورها من جهة الشرق على أراضي كانت تابعة لمدينة إسدود.