كانت علار قائمة على السفح الشمالي الشرقي لسلسلة جبال وتطل على واد متفرع من وادي الصرار ويحاذي هذه السلسلة. وكانت طريق فرعية تربطها بطريق أخرى تصل بيت جبرين ببيت لحم, وتمر على بعد كيلومتر واحد إلى الجنوب من علار. في سنة 1596 كانت علار قرية في ناحية القدس (لواء القدس), وعدد سكانها 204 نسمات. وكانت تؤدي الضرائب على القمح والشعير وأشجار الزيتون ودبس الخروب والماعز وخلايا النحل. وقد شاهد الرحالة إدوارد روبنسون علار سنة 1838, في أثناء مروره بالمنطقة, ووصفها بأنها تقع على هضبة تعلو قليلا عن أختها علار السفلي ( أنظر خربة التنور, قضاء القدس). في سنة 1875, قارب عدد سكانها 400 نسمة . وفي أواخر القرن التاسع عشر كانت علار قرية مبنية على سفح هضبة, تحدها جنوبا بئر, وشمالا مدافن منقورة في الصخر. وكانت القرية تمتد على محور شرقي- غربي. وكانت تصل بين منازلها المبنية بالحجارة أزقة ضيقة متعرجة, أقيمت متاجر صغيرة على جوانبها. وكان سكان علار من المسلمين, وقد أنشأوا أربعة مقامات في جوار القرية, وكان أولادهم يتعلمون في مدرسة القرية الابتدائية.
اعتمد سكان علار في معيشتهم على الزراعة أساسا فاعتنوا بزراعة الحبوب والخضروات والزيتون والكرمة, ومعظمها محاصيل بعلية. وكان قسم من هذه المزروعات يروى بمياه تجلب من عيون عدة تحيط بالقرية, منها عين التنور. في 1944\1945, كان ما مجموعه 2234 دونما مخصصا للحبوب, و353 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين. وكانت الأشجار والأعشاب البرية تنبت أيضا في القرية. وكانت علار وجوارها يضمان عدة خرب منها خربة الشيخ إبراهيم (156125) التي أطلق عليها اسم شيخ محلي حول ضريحه إلى مقام.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
يفيد بحث أجراه المؤرخ الإسرائيلي بني موريس أن علار, التي احتلت في 22 تشرين الأول\ أكتوبر 1948, كانت واحدة من مجموعة قرى احتلت في سياق عملية ههار.
وعملية ههار هذه كانت هجوما شنه لواءا هرئيل وعتسيوني في الجيش الإسرائيلي بعد الهدنة الثانية. وكان الهدف من هذه العملية توسيع الممر المؤدي إلى القدس, ووصله بالأراضي المحتلة في تلال الخليل. وكانت القوات الإسرائيلية تحركت لاحتلال عدد من قرى النصف الجنوبي من ممر القدس, في إطار عملية مكملة يوآف التي شنها الإسرائيليون جنوبا ( أنظر بربرة, قضاء غزة). وكان الهدف من العمليتين التخلص من التجمعات الفلسطينية المدنية القائمة في المناطق المحتلة. بدأت العملية ليلة 18-19 تشرين الأول\ أكتوبر, بهجوم على القوات المصرية غربي دير آبان.وكانت القوات المصرية, التي تبعد عن القوات الإسرائيلية 60 مترا فحسب, قد تمركزت في هذا الموقع في إبان الهدنة الثانية وذلك بحسب ما ذكر (تاريخ حرب الاستقلال). وكانت القوات المصرية تبسط حمايتها على معظم القرى الواقعة في جوار دير آبان. وقد حرصت القوات الإسرائيلية حرصا بالغا- على الرغم من قتاله القوات المصرية- على عدم إقحام الجيش العربي الأردني في المعركة في هذا القطاع, فاضطر الجيش المصري, في أثناء علمية ههار, إلى الانسحاب غربا, الأمر الذي سمح للقوات الإسرائيلية بالاستيلاء على عدة قرى جنوبي غربي القدس.
ومع أن ليس ثمة من دليل موثق يثبت أن قائد عملية ههار, يغآل ألون, أصدر الأوامر إلى وحداته بطرد السكان فقد كتب موريس يقول: ( إن من الجائز أن يكون [ألون] أعرب عن رغباته في أثناء اجتماعه إلى ضباطه في لقاءات حميمة قبيل المعركة). فكان مصير سكان المنطقة الترحيل أو الفرار, من جراء المضايقات, في اتجاه بيت لحم وتلال الخليل, في أرجح الظن, بينما أقام كثيرون من اللاجئين في خيم نصبوها في الأخاديد والكهوف المحيطة بقراهم, إلى أن أجبرتهم الهجمات الإسرائيلية, في أثناء اللاحقة على الفرار.
القرية اليوم
يغطي الموقع اليوم ركام الحجارة وكتل الأسمنت والقضبان الفولاذية فضلا عن بقايا المصاطب الحجرية والحيطان. وما زال بناء حجري مقبب السقف قائما, وهو مبنى المدرسة القديمة. أما المنحدرات المشرفة على موقع القرية, فقد نبتت على مصاطبها أشجار اللوز والسرو ونبات الصبار.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
في سنة 1950, أنشأت إسرائيل مستعمرة مطاع(155124) في الطرف الجنوبي من موقع القرية. كما أسست في السنة عينها, مستعمرة بار- غيورا (157126) شمالي شرقي الموقع. وكلتا المستعمرتين تقع على أراضي القرية.