كانت القرية تنهض على قمة تل صغير قليل الارتفاع مشرف على بحيرة طبرية, وتبعد عن شاطئ تربط غوير أبو شوشة بطريق المجاورة. ولما مر عالم الكتاب المقدس الأمريكي ادوارد روبنسون بها في سنة 1838 لم ير فيها الا بقايا بضعة منازل حجرية ومقاما. ومع ذلك فقد كان بدو الغوارنة يزرعون معظم الأراضي الخصبة, الممتدة في الأسفل من القرية كما كانت قبيلة السمكية من البدو تستخدم بعض أبنية غوير أبو شوشة أماكن تخزين. وكان سكانها يتزودون مياه الشرب من ينابيع عدة, وكانوا من المسلمين ولهم على الزراعة في تحصيل رزقهم. وكانت بساتين البرتقال, التي تغطي 200 دونم من الأرض غربي القرية وشمالها وجنوبيها ملكاً لليهود. وكان سكان القرية أنفسهم يزرعون الخضروات والحبوب في الشطر الشرقي من أراضي القرية في 1944/1945 و كان ما مجموعه 21 دونما من الأرض مخصصا للحمضيات والموز ,1848 دونما للحبوب, و1377 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين. وكانت خربة أبو شوشة المجاورة تشتمل على طواحين خربة كانت تعمل بالقوة المائية وتقع بالقرب من وادي الربضية.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
ذكرت صحيفة (فلسطين)أن أربعين من رجال الميليشيا اليهود أغاروا على غوير أبو شوشة في الساعة الثالثة من صباح اليوم الواقع فيه 3 كانون الثاني /يناير 1948 وقد أسفرت الغارة, التي جابهها سكان القرية عن مقتل ابن المختار وامرأة لم يذكر اسمها كما قتل ثلاثة من المهاجمين.
يزعم المؤرخ الإسرائيلي بين موريس أن (الذعر) أدى الى(النزوح) عن القرية بعد ثلاثة اشهر, عقب سقوط طبرية, ومركز الفضاء ويضيف موريس قائلا أن إخلاء غوير أبو شوشة اضعف معنويات سكان صفد, وعجل في سقوطها. ويورد أن النزوح حدث ؟ فيما يبدو- على دفعتين في 21 , 28 نيسان / ابريل 1948 , لكنه لا يذكر وقوع هجوم عسكري مباشر على القرية. وهو يشير الى أن بعض سكان القرية هجروا الى قرية الرامة الجليلية, وعندما احتلت القوات الإسرائيلية هذه القرية في آخر تشرين الأول / اكتوبر, أمرتهم بالانتقال ثانية واجتياز الحدود اللبنانية هذه المرة.
استذكر سكان القرية, يوم أجريت مقابلات معهم بعد جيل من الزمان, وقوع هجوم عسكري على القرية. وقالوا أنهم لم يكونوا قلقين كثيرا جراء سقوط طبرية, وإنما كانوا مستعدين للدفاع عن القرية, لكن لما يمدهم جيش الإنقاذ العربي بالأسلحة قرروا إجلاء النساء والشيوخ والأطفال الى قرية الرامة وتاركين 48 رجلا في القرية يتنابون استعمال 35-40 بندقية. وعند فجر 24 نيسان / ابريل , وبينما كان رجال القرية المسلحون نياما غربي القرية, احتل البلماح غوبر أبو شوشة في هجوم مباغت. فقرر رجال القرية أن لا يردوا على الهجوم لأنه (لم يعد في القرية احد يستوجب الحماية) وقد مكث سكان غوير أبوشوشة في قرية الرامة الى أن سقطت بدورها, وكانوا كثيرا ما يعودون الى قريتهم ليسترجعا بعض متاعهم. وآل الأمر ببعضهم الى مخيم عين الحلوة اللاجئين جنوب لبنان و حيث أجريت المقابلات معهم في سنة 1973 وبحسب قول موريس استملكت الدولة أراضي القرية ثم أجرتها في صيف سنة 1949 أو في أوائل الخريف للمستعمرتين اليهوديين المجاورتين: مغدل (197249) التي تقع على بعد نحو كيلومترين الى الشرق. كانت مدة الإيجار عاما واحدا فقط, ولا يبين موريس ما إذا كانت المستعمرتان منحتا إيجارات أطول مدة فيما بعد, أو سندات ملكية لأراضي القرية.
القرية اليوم
يغلب على الموقع النباتات البرية والأشواك, ومنا شوك المسيح ونبات الصبار. ولا يزال يشاهد, بين ركام الحجارة وبعض أشجار الزيتون, مقام الشيخ محمد وبقايا طاحونة. أما الأراضي المنخفضة فتستنبت فيها الحمضيات والموز, بينما يستعمل الإسرائيليون المرتفعات مرعى للمواشي.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
انشأ الصهيونيين مستعمرة غينوسار (199250) في سنة 1937 الى الشرق من القرية على أراض كانت تقليديا تابعة بها. أما مستعمرة لفنيم (196252) التي أسست في سنة 1982 على أراضي القرية, فتقع على بعد نحو كيلومتر الى الشمال الغربي من موقع القرية.