كانت القرية مبنية على رقعة أرض مستوية نسبيا في السهل الساحلي الأوسط. وكان يصلها باللد ويافا الطريق العام الممتد بين هاتين المدينتين. في أواخر القرن التاسع عشر, كانت فجة قرية صغيرة مبنية بالطوب. وكانت تبعد نحو كيلومتر الى الشرق من مستعمرة بيتح تكفا الصهيونية التي أسست في سنة 1878. وقد بني في عهد الانتداب بعض المنازل الجديدة بالأسمنت. وكان سكان فجة كلهم, في ذلك الوقت من المسلمين. وكان في القرية مدرسة ابتدائية للبنين, فتحت أبوابها في سنة 1922 وبلغ عدد التلامذة المسجلين فيها, في أواسط الأربعينات 781 تلميذا (منهم 10 تلميذات). وكان سكانها يزرعون القسم الأكبر من أراضيهم بالمحاصيل المتنوعة كالحبوب و الخضروات. في 1944\1945, كان ما مجموعه 602 من الدونمات مخصصا للحمضيات والموز, و 2457دونما للحبوب, و 53 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين. وكانت مياه الزراعة تستمد من الأمطار والآبار. وقد شيدت فجة فوق بقايا موقع أثري احتوى على أجزاء أعمدة وأسس أبنية دارسة وصهريج.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
بدأت الهجمات على فجة في وقت مبكر, 20 أيار\ مايو 1947 يوم تسللت وحدة من البلماح الى القرية بحجة إلقاء القبض على لصوص قتلوا شخصين في بيتح تكفا. وبحسب ما جاء في (( تاريخ الهاغاناه)) فإن الرصاص اندلع عندما اقتربت الوحدة من المقهى الذي ادعى الصهيونيين أن اللصوص اختبأوا فيه, وقتل اثنان من سكان القرية. وقد ( اقتحم خبراء المتفجرات المقهى تحت غطاء ناري كثيفو ووضعوا مواد متفجرة وأشعلوها). ويذكر ( كتاب البلماح ) أن الانفجار تأخر أكثر من اللازم ودمر البناء فعلا, لكن لم يصب أحد نتيجة الانفجار .
أما الهجوم التالي المدون ذكره فقد سنته الإرغون في 17 شباط\ فبراير 1948 ونزح بعده بعض سكان القرية, بحسب ما جاء في مصادر إسرائيلية. ويذكر المؤرخ الإسرائيلي الهاغاناه الإرغون في الأشهر الأولى من الحرب, وبحلول أيار\ مايو, لم يكن بقي في القرية الا بضع عشرات من سكانها. وفي 9 أيار مايو, اجتمع ضباط استخبارات الهاغاناه وقروا وجوب طرد هذا ( العنصر المزعج) وقد غادرت آخر دفعة من السكان, وفق ما ذكرت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية, في 15 أيار\ مايو بسبب ( الضغط الذي مارسناه: عملية نشر شائعات).
مع حلول حزيران \ يونيو, باشر الصندوق القومي اليهودي عملية تدمير قرية فجة, من جملة قرى أخرى. ففي 14 حزيران\ يونيو, قام عزرا دانين, وهو من كبار ضباط الاستخبارات في الهاغاناه ومسؤول رسمي في الوكالة اليهودية بإطلاع يوسف فايتس, زميله المسؤول في الصندوق القومي, على التقدم الذي أحرز بتدمير فجة. وبعد يومين, كتب رئيس الحكومة الإسرائيلية دافيد بن- غوريون في يومياته أن تم تدمير فجة وقريتين أخريين.
القرية اليوم
محيت القرية بأكملها, باستثناء منزل واحد وبركة. ويتميز الموقع, فضلا عن ذلك, بشجر الكينا ونبات الصبار. وتشغل الأبنية جزءاً الأرض, أما الباقي فيتم زرعه.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
شغل الموقع أولاً, في أوائل الخمسينات بمخيم انتقالي للمهاجرين الجدد سمي عميشاف ( 140164), لكنه بات الآن من الضواحي الشرقية لمستعمرة بيتح تكفا ( 139166), التي أنشئت غربي القرية في سنة 1878.