قديتا

كانت القرية قائمة على منحدر تل و تواجه الجنوب الشرقي ومن الجائز أن يكون اسمها تحريفاً لكلمة(قدشيا) السريانية , وتعني المقدس . و كانت طريق فرعية تصلها بالطريق العام الموصل الى صفد .في سنة 1596, كانت قديتا قرية في ناحية جيرة (لواء صفد)و عدد سكانها 149 نسمة .وكانت تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح و الشعير ,بالإضافة الى عناصر أخرى من المستغلات كالماعز و خلايا النحل و كروم العنب في أواخر القرن التاسع عشر كانت قديتا قرية مبنية بالحجارة و الطين و كانت البساتين و شجر التين تغطي أجزاء من المنحدر الذي بنيت القرية عليه . و كان سكان القرية الذين يقدر عددهم بمائتي نسمة , يعيشون في (عشر دور)استناداً الى غيران ومن الجائز أن تكون دار أو داران على الأقل من هذه الدور مؤلفة من مجموعة من الغرف هي في الحقيقة مساكن لأسر تربط بينها مجموعة من روابط النسب و يجمعها الإقامة في حوش يتوسطه فناء مشترك .في الأزمنة الحديثة ,تمددت قديتا في اتجاهي الشمال الغربي و الجنوبي الشرقي , وفاقاً لشكل المنحدر المبنية عليه و كانت منازلها المبنية بالحجارة ,متجمعة بعضها قرب بعض ,و كان سكانها كلهم من المسلمين أما اقتصادها فكان يقوم على تربة المواشي و على العنب و التين و الرمان في الموسم 1942 1943 كان ثمة 77 دونما من أراضي القرية مزروعة زيتوناً وفي سنة 1944 /1945 كان ما مجموعه 1452 دونماً مخصصاً للحبوب و 150 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين.

إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا 

استناداً الى الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ,فان عدة قرى في الجليل بينها قديتا هجرت مباشرة بعد سقوط صفد و بحلول 11 أيار 1948 كانت القرية خلت من سكانها جراء الاستيلاء على صفد في 9-10 أيار مايو . ولا يوضح المؤرخ الإسرائيلي بني موريس هل شنت القوات الهاغاناه ه هجوماً مباشراً على قديتا عندما دخلتها أم لا ,و لا هل دمرت وكانت قديتا تقع في أقصى الغرب لحدود عملية يفتاح (أنظر آبل القمح , قضاء صفد )التي نفذت لجعل الجليل الشرقي (خاليا من العرب )و الظاهر أن بعض سكان قديتا طرد بعد زمن من احتلال القرية .ففي سنة 1949 ,بحسب ما يقوله موريس ,نقل بعض اللاجئين من قديتا الى عكبرة ,جنوبي صفد مباشرة و هنالك عاش هؤلاء اللاجئون أوضاعاً معيشية شديدة العسر و هذه الأوضاع (استمرت سيئة مدة أعوام ).

القرية اليوم

لم يبق منها إلا بضعة قبور في المقبرة و أنقاض حجرية متناثرة من المنازل المدمرة. والموقع مغطى بالأشواك و النباتات البرية و كذلك ببعض شجرات التين و الزيتون المهملة. أما الأراضي المحيطة, فقد غرس سكان المستعمرتين المجاورتين الغابات والأشجار المثمرة في بعضها .

المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية

لا مستعمرات على أراضي القرية .غير أن مستعمرة سفسوفاه (191268)التي بنيت على أراضي قرية صفصاف الى الشمال الغربي و مستعمرة دلتون (196269)التي بنيت على أراضي قرية دلاته الى الشمال الشرقي, لا تبعدان كثيراً عن موقع القرية.

المصدر:
كتاب كي لا ننسى، وليد الخالدي
www.palestineremembered.com
موسوعة القرى الفلسطينية 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *