كانت القرية قائمة على جبل عامل, على طرف منحدر يشرف على الشطر الشمالي من سهل الحولة, وقريبة جداً من الحدود اللبنانية. وقد كانت جزءاً حتى سنة 1923 , يوم رسمت بريطانيا وفرنسا الحدود اللبنانية ؟ الفلسطينية. وكان في هونين نبعان وخزان يقع في الركن الجنوبي الغربي من الموقع في سنة 1179 , شيد الصليبيون فيها قلعة كاستل نوف وهي التي وصفها الرحالة العربي ابن جبير الذي مر بالمنطقة سنة 1183 تقريباً, بأنها حصن لا يزال في يد الفرنجة وقد استسلم حماة القلعة لصلاح الدين الأيوبي في أواخر سنة 1187 . إلا إن الصليبين عادوا فاحتلوها في سنة 1240 , إلى أن طردهم منها آخر مرة السلطان المملوكي بيبرس في سنة 1266 . وذكر ياقوت الحموي (توفي سنة 1229 ) هونين باعتبارها قرية في جبال عاملة (جبل عامل اليوم ) كشرفة على الحولة كما أن الدمشقي (توفي سنة 1327)أتى إلى ذكر قلعة هونين التي كانت قصبة ناحية فيها قرى عدة.
في أواخر القرن التاسع عشر, وصف الرحالة هونين بأنها قرية مبنية بالحجارة, مضمومة إلى قلعة صليبية خربة. وكانت القرية تقوم على حرف حبل قليل الارتفاع, وعدد سكانها نحو 100 نسمة (معظمهم من المسلمين ). ومع أن التلال المحيطة بالقرية كانت غير مزروعة, فقد كانت أراضي الوادي الأدنى منها تزرع. وكان في هونين مسجد ومدرسة ابتدائية للبنين . وكانت الزراعة عماد اقتصاد القرية, وفي موسم 1944/1945 , كان ما مجموعه 5978 دونماً مخصصاً للحبوب, و859 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
احتلت هونين كمعظم قرى تلك الناحية من الجليل الشرقي, في سياق عملية يفتاح (أنظر آيل القمح, قضاء صفد) التي نفذت في نيسان /أبريل ؟ أيار / مايو 1948 . وذكر تقرير أعدته الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية لاحقاً أن سكان هونين غادروها في 3 أيار / مايو. في ذلك الوقت, لم تكن القوات الصهيونية وصلت إلى القرية. وقد زعم تقرير للبلماح أن القوات العربية أمرت سكان هونين بالرحيل عنها في 14 أيار / مايو. لكن هذين التقريرين لا يتفقان وذكريات شهود عيان أجريت مقابلات معهم بعد خمسة وعشرين عاماً.فقد ذكر بعض سكان قرية الخالصة المجاورة (5و2 كلم إلى الجنوب الشرقي) أنهم قرروا إجلاء النساء والأطفال إلى هونين صبيحة سقوط مدينة صفد (11أيار / مايو) . ولما احتلت الخالصة بعد بضعة أيام, انسحب المدافعون من سكانها إلى هونين مؤقتاً. والمرجح أن يكونوا انتقلوا إلى لبنان بعد أيام مع من اجتاز إلى لبنان من سكان هونين نفسها.
ثمة اتفاق عام على الصورة الإجمالية, و أن تباينت الزاويات عن توقيف الإجلاء. وفي لاحق كتب قائد عملية يفتاح يغال ألون, الذي كان في وقت نفسه قائد البلماح, يقول: (كنا نعتبر من الضرورات القصوى تطهير المنطقة الداخلية من الجليل الأعلى كله) وقد تحقق بعض ذلك بالهجمات المباشرة, وبعضه الآخر باللجوء إلى الحرب النفسية.
القرية اليوم
لا نزال المقبرة والمدرسة الابتدائية والقلعة الصليبية ماثلة للعيان. وقد باتت القلعة موقعاً أثرياً يجتذب السياح, ويستعمل الإسرائيليون المدرسة مستودعاً زراعياً. أما الأراضي المجاورة فيستغلها المزارعون الإسرائيليون.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
كانت مستعمرة مسغاف عام (201294 ) قد أ نشئت في سنة 1945 في الشطر الشمالي من أراضي القرية. وكان الهاجرون اليهود من العراق واليمن أنشأوا مستعمرة مرغليوت (201291 )على أراضي القرية في سنة 1951 , جنوبي موقع القرية مباشرة.