كانت كراد الغنامة (توأم )قرية كراد البقارة المتاخمة لها .وكانت تقع على نتوء صخري أسود بركاني الأصل ,خفيف الانحدار في الطرف الجنوبي من سهل الحولة و تشرف على السهل لجهة الشمال . وكانت منازلها مبنية بالطوب و مسقوفة بالخشب وكانت المياه وفيرة فيها و متنوعة المصادر من آبار و ينابيع ومن وادي وقاص المجاور لها غرباً . وكان سكان القرية في معظمهم من المسلمين ويعنون بزراعة الحبوب أساساً في 1944 /1945 ,وكان ما مجموعه 77 مخصصاً للحبوب و الحمضيات و الموز ,و 3451 دونماً للحبوب و 20 دونماً مروياً أو مستخدما للبساتين .وكان في جوار القرية موقعان أثرياً ,خربة نجمة الصبح (204269 )و تل الصفا (203269 )يحتويان على أعمدة و بقايا حيطان و صهاريج و على بعد نحو كيلومترين الى الجنوب الغربي كان موقع تل القدح (203269)الذي يعود تاريخه الى العصر البرونزي الحديدي.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
في منتصف آذار/ مارس 1948 ,خلفت مجزرة ارتكبها الهاغاناه في القرية الحسينية المجاورة (عشرات القتلى )استناداً الى مصادر إسرائيلية و أدت الى نزوح سكان كراد الغنامة مؤقتاً .وفي الشهر اللاحق هجرت القرية مرة أخرى (مؤقتاً أو جزئياً ) في أثناء عملية يفتاح (أنظر آبل القمح ,قضاء صفد )ففي 22نيسان /أبريل غادر السكان بحسب ما روي من جراء الهجوم المباشر في سياق العملية وعلى قرية مجاورة (ربما كانت العلمانية التي هوجمت في 20 نيسان /أبريل في تموز يوليو /1949 وقعت إسرائيل مع سوريا اتفاقية هدنة تنص على وجوب حماية سكان المنطقة المذكورة لكن السلطات الإسرائيلية كانت مصممة على ترحيل السكان الذين بقوا في قراهم و استعملت وسائل شتى خلال الأعوام السبعة التالية لتحقيق مبتغاها (أنظر كراد البقارة ,قضاء صفد )و بحلول سنة 1956 ,كان سكان المنطقة المجردة من السلاح و عددهم 2200 نسمة قد أخرجوا منها و أخليت كراد الغنامة بذلك.
القرية اليوم
لم يبق قائماً إلا أنقاض المنازل. وتغلب النباتات البرية والأعشاب وبعض الأشجار على أرجاء الموقع. أما الأراضي المحيطة ,فيستخدمها الإسرائيليون للزراعة ورعي المواشي .
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
لا مستعمرات إسرائيلية على أراضي القرية وإن كانت غدوت (205269) التي أسست في سنة 1949 قريبة جداً من الموقع .كما أن مستعمرة أييليت هشاحر (204269) التي أسست في سنة 1918 ,قريبة من جهة الغرب.