كفر سبت

كانت القرية تقع في سهل متدرج الانحدار في الجليل الشرقي الأسفل وكانت تشرف على وادي من جهة الشمال وعلى مناطق مستوية نسبيا من الجهات الأخرى وكانت طريق فرعية تربط القرية بكفر كما (وهي قرية فلسطينية ومازالت قائمة) ومنها بطريق طبرية- الناصرة العام. في العهد الروماني كانت كفرسبت تعرف باسم كفار شبتاي وقد ذكرها الجغرافي العربي المقدسي (توفي سنة 990 تقريبا), وفي جملة قرى قيسارية فقد قال أنها كانت قرية آهلة ولها مسجد في شارعها العام . كما أتى ياقوت الحموي(توفي سنة1229) الى ذكرها فقال أنها قرية قرب طبرية وقد دعاها الصليبيون كفرسبت في سنة 1596, كانت كفر سبت قرية في ناحية طبرية (لواء صفد) وعدد سكانها 160 نسمة. وكانت تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والقطن بالإضافة الى عناصر أخرى من الإنتاج والمستغلات كالماعز وخلايا النحل
في أواخر القرن التاسع كانت كفر سبت قرية مبنية بالحجارة ومحاطة بالأراضي الزراعية المستوية وعدد سكانها 300 نسمة تقريبا وكانت القرية على شكل مستطيل قليل العرض يمتد من الشرق الى الغرب وكانت منازلها المتراصفة بعضها الى بعض مبنية من مواد متنوعة منها الحجارة والطين والاسمنت. وكانت القرية تستقبل أيضا قوما من قبيلة عرب المشارفة البدوية, فيضربون خيامهم هناك. وكان سكان القرية من المسلمين, ويعتمدون على الزراعة وتربية المواشي في كسب رزقهم. وكان أهم محاصيلهم الحبوب والثمار التي كانوا يستنبتونها في الشطر الجنوبي الشرقي من القرية في 1944\1945, كان ما مجموعه 4258 دونما مخصصا للحبوب و7 الدونمات مرويا أو مستخدما للبساتين.
كان ثمة في جوار القرية خرب عدة منها خربة أم العلق (194239)التي كانت امتداداً للقرية نفسها, واشتملت على أطلال منازل وقلعة ومسجد وصهاريج وقطع أعمدة, كما كانت تشتمل على أسس أبنية دارسة ومعاصر زيتون.

إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا 

استنادا الى المصادر الإسرائيلية فان سكان القرية نزحوا في 22 نيسان \ ابريل 1948 من جراء استيلاء الهاغاناه على طبرية في 18 نيسان\ابريل.

القرية اليوم

إن المصاطب الحجرية وأكوام الحجارة هي أهم الدلائل على انه كان ثمة قرية في الموقع وينمو بين الأنقاض شجرات متفرقة وقليل من نبات الصبار. أما الأراضي المحيطة بالموقع فتزرع حبوباً وأشجارا مثمرة ولوز.

المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية

في سنة 1949 صارت أراضي القرية موضع خلاف بين مستعمرتين إسرائيليتين متاخمتين لها في المنطقة: ايلانيا (188240) وشارونا (194236) وكانت الأولى قد طالبت بالتعويض من هجمات العرب عليها في الأشهر الأولى من الحرب وخصت ب350 دونما من أراضي كفرسبت التي كانت ملكاً ل(مدمرينا) بحسب ما قالوا لكن مزارعي شارونا كانت لهم مطامعهم في أراضي القرية أيضا فاستولوا عليها بالقوة وقد تدخلت وزارة الزراعة فأمرت مزارعي شارونا بمغادرة الأرض. في سنة 1949 أنشأت إسرائيل مستعمرة سدي ايلان (189239) الى الغرب من موقع القرية لكن لا على أراضيها.

المصدر:
كتاب كي لا ننسى، وليد الخالدي
www.palestineremembered.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *