كانت القرية تنتشر على تل قليل الارتفاع في الجزء الشرقي من سهل عكا. وكانت طرق فرعية تربطها بطريق عكا- صفد العام, وبالقرى المجاورة وكان الصليبيون يسمونها كوكيت التاسع عشر وصفوها بأنها قرية مبنية بالحجارة تقع على سفح احد التلال وكان سكان القرية وعددهم 300 نسمة, يزرعون لها كانت منازل القرية مبنية في معظمها بالطوب وقريبة بعضها من بعض لا تفصل بينها الا أزقة ضيقة تتقاطع بزوايا قائمة وكان سكانها جميعهم من المسلمين وفيها مدرسة ابتدائية بناها العثمانيون في سنة 1887) ومسجد ومقام للشيخ الدرزي أبو محمد القريشي وبسبب قرب القرية النسبي من عكا فقد استطاع سكانها الاستفادة من الخدمات التربوية والطبية والتجارية المتاحة في المدينة وكانت الآبار تمد القرية بالمياه الري وللاستخدام المنزلي.
كانت أراضي كويكات تعتبر من أخصب أراضي المنطقة وكانت الحبوب والزيتون والبطيخ منتجاتها الرئيسية في 1944\ 1945 كان ما مجموعه 3316 دونما مخصصا للحبوب و1246 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين منها 500 دونم غرست فيها أشجار الزيتون وبالإضافة الى الزراعة عني سكان القرية أيضا بتربية الدواجن وإنتاج الألبان وكانت المواقع الأثرية في القرية وجوراها ولاسيما تل ميماس ( 164263) تضم خزانات قديمة للمياه ومعاصر للعنب ومدافن محفورة في الصخر.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
حدث الهجوم الكبير الأول على القرية في 11 حزيران \ يونيو\ 1948 قبل أن تبدأ الهدنة الأولى في الحرب مباشرة وقال بعض شهود العيان الذين أجريت مقابلات معهم في الأعوام اللاحقة إن القوات العربية المحلية صدت هجوم وكان قوام هذه القوات نحو ستين رجلا مسلحين بخمس وثلاثين الى خمسين بندقية من مختلف الأنواع وبرشاش (برن) واحد. وكانت الصحافة الفلسطينية أوردت نبا هجوم سابق في كانون الثاني \ يناير 1948 وقد حدث ذلك الهجوم نحو ثمانين يهوديا من الميليشيات وذلك استنادا الى صحيفة (فلسطين) كما أوردت الصحيفة نبا صد هجوم أخر ليل 6-7 شباط \ فبراير ولم تعط أرقاما عن الضحايا وقال سكان القرية الذين أجريت معهم المقابلات في سنة 1973 إن ممثلين عن جيش الإنقاذ العربي زاروهم خلال الهدنة الأولى ونصحوا لهم عدم إخلاء القرية من النساء والأطفال لان هذا يساهم في تحسين أدائهم القتالي وفي 9 تموز \ يوليو عند انتهاء الهدنة جاء بعض العرب المتعاونين مع الصهيونيين الى القرية وطلبوا من المختار الاستسلام غي انه رفض وفي تلك الليلة عينها بدأت عملية ديكل ( انظر عرب عمقا, قضاء عكا), وقصفت كويكارت قصفا شديدا وجاء في ذكريات احد القرويين:
أفقنا من النوم على ضجة لم نسمع لها مثيلا من قبل فإذا بالقنابل تنفجر وأصوات المدفعية…وانتاب سكان القرية الذعر ….وتعالي صراخ النسوة وبكاء الأطفال….وبدا سكان القرية في معظمهم بالهرب وهم في ملابس النوم. وهربت زوجة قاسم احمد سعيد وهي تحتضن المخدة بدلا من طفلها…
وقد قتل اثنتين وجرح اثنان من جراء القصف. وتراجع المجاهدون الى موقع جبلي شرقي القرية ومكثوا فيه أربعة أيام منتظرين ؟ بلا جدوى ؟ أن يوفر لهم جيش الإنقاذ العربي الإمدادات للمساعدة في استرجاع قريتهم. وفر الكثيرون من سكان القرية الى قريتي أبو سنان وكفر ياسيف وغيرهما من القرى التي استسلمت لاحقا. أما من تبقى في كويكات (ومعظمهم من المسنين) سرعان ما طردوا الى كفر ياسيف وكثيرا ما تسللت النسوة الى القرية في الأيام الأولى بعد الاحتلال للحصول على الطعام والكسوة .
أما الوحدات التي استولت على القرية فكانت استنادا الى المؤرخ الإسرائيلي بني موريس تابعة للواءي شيفع (السابع) وكرملي . ويستشهد موريس بقائد سرية من الكتبة 21 شارك في الهجوم إذا يعزز هذا القائد ما جاء في رواية سكان القرية عن القصف الشديد الذي سبق احتلالها فيقول: (( لا ادري هل أوقع العصف ضحايا الا انه حقق الهدف النفسي وفر سكان القرية من غير المقاتلين قبل أن تبدأ هجومنا.
القرية اليوم
لم يبق القرية شئ يذكر سوى المقبرة المهجورة التي تغطيها الحشائش البرية, وركام المنازل. وثمة نقشان باقيان على قبرين يذكر الأول اسم حكد عيسى الحاج والثاني اسم الشيخ صالح اسكندر الذي توفي سنة 1940 ولا يزال مقام الشيخ أبو محمد القرشي قائما غير أن قاعدته الصخرية مكسورة ومتداعية وقد غرست غابة من أشجار الصنوبر ولكينا في الموقع.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
في كانون الثاني \ يناير 1949 تم إنشاء كيبوتس هبونيم على أراضي القرية قرب موقعها وفي وقت لاحق أعيدت تسميته فأصبح يعرف باسم بيت هعيمك (163164) وكان سكان هذا الكيبوتس من المهاجرين اليهود الذين أتوا من إنكلترا وهنغاريا وهولندا.