كانت القرية قائمة على هضبة في السهل الساحلي وتربطها طرق فرعية بطريق عام يؤدي إلى المجدل في الجنوب الغربي وبطريق عام آخر يؤدي إلى الرملة في الشمال الشرقي. وخلال فترة المماليك (1205-1517)كانت يا صور إحدى محطات البريد بين عزة ودمشق, وإن كانت هذه المحطة نقلت لاحقا إلى قرية بيت دراس ( أنظر بيت دراس, قضاء غزة). في سنة 1596, كانت تدفع الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والفاكهة والسمسم, بالإضافة إلى عناصر أخرى من الإنتاج كالماعز وخلايا النحل والجواميس.
في أواخر القرن التاسع عشر كان لقرية يا صور بئر تقع إلى الجنوب منها وبساتين كبيرة إلى جهتي الشمال والشرق. وكان سكانها من المسلمين لهم وسطها مسجد جميل وبضعة متاجر, ومدرسة ابتدائية فتحت أبوابها في سنة 1923, وبلغ عدد تلامذتها 132 تلميذا في أواسط الأربعينات. كما كانوا يتزودون المياه للاستعمال المنزلي من الآبار. وكانت الزراعة عماد اقتصادهم, فكانوا يزرعون الحبوب والحمضيات والزيتون والخضروات. في 1944\1945, كان ما مجموعه 636 دونما مخصصا للحمضيات والموزو12173 دونما مخصصا للحبوب, و180 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين. وكانت زراعة الحبوب بعلية, بينما كانت الحمضيات والخضروات مروية بمياه كان سكان القرية يستمدونها من آبار يبلغ عمقها 25-40 مترا.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
ذكر (تاريخ حرب الاستقلال) أن القرية احتلت قبل حلول الهدنة الأولى في الحرب مباشرة, أي ليل 10-11 حزيران\ يونيو 1948. وجاء في الرواية: (اقترب موعد الهدنة- بقيت ليلة واحدة للعمليات. وخطط فعلا لعمليات كثيرة في هذه الليلة نفذ معظمها). وكانت إحداها عملية تقضي بأن تستولي الكتيبة الأولى في لواء غفعاتي على ياصور. وقد شنت هذه الهجمات الصغيرة, التي كانت تهدف إلى الاستيلاء على قرى أو مواقع معينة, عقب عملية براك( أنظر البطاني الغربي, قضاء غزة) التي بدأت في النصف الأول من أيار \ مايو.
واستنادا إلى رواية الهاغاناه فإن اسم القرية غير ليصبح حستور. والمفترض أن يكون ذلك تم عندما أقيمت مستعمرة هناك. والمرجح أن هذه إشارة إلى حتسور أشدود (123131) التي أسست في سنة 1937 على أراض كانت تابعة تقليديا لقرية البطاني الغربي, وعلى بعد أكثر من كيلومترين إلى الشمال الغربي.
القرية اليوم
أضحت القرية منطقة عسكرية مقفلة ومسيجة. وثمة عند مدخل القرية لافتة كتب عليها (شركة ت. ا.ت. الصناعية لقطع غيار الطائرات). وهناك منزل وحيد غير مدمر, يبعد نحو 10 أمتار عن المدخل, وإلى جانبه منزل آخر مدمر وبعض نبات الصبار. وإزاء الحدود الجنوبية للسياج تمر طريق غير معبدة, يحف بها نبات الصبار وأشجار الزيتون واللوز. أما المنطقة داخل السياج وخارجها فقد غرست أشجار الكينا فيها.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
أقيمت مستعمرتا تلمي يحيئيل وبني عايش في سنتي 1949 و1958 على التوالي على أراضي القرية.