أم خالد

كانت القرية تنهض على تل من الحجر الرملي يبعد اقل من كيلومترين عن شاطئ البحر الأبيض المتوسط وكان طريق طولكرم ؟ نتانيا العام يمر الى الجنوب منها. وتشير الأدوات الصوانية التي وجدت في أنحاء الموقع الى أن المنطقة ربما كانت آهلة منذ العصور الحجرية. وكان موقع القرية يشتمل على حصن روجر اللومباردي الذي بناه الصليبيون. وقد محيت قرية أم خالد محوا من قبل جنود نابليون في أثناء عودتهم سنة 1799 الى مصر بعد أن اخفقوا في احتلال عكا في شمال فلسطين.
في القرن التاسع عشر كانت القرية على شكل مستطيل يمتد من الأشكال الى الجنوب وكانت منازلها مبنية بالحجارة والطين ومتجمهرة بعضها قرب بعض تفصل أزقة ضيقة بينها. وقد تميزت بتربتها الخصبة ووفرة مياهها الجوفية. وكانت أم خالد منزلة بين الطنطورة (قضاء حيفا). وراس العين وهي قرية مزدهرة وأشارت الى بساتين الشمام الكثيرة غربي القرية.
وكان يتوسط القرية مسجد ومدرسة ابتدائية للبنين وأربع محلات سمانة والأقمشة. وكان سكانها في معظمهم من المسلمين وقد أتى كثيرون منهم من قرى القضاء الأخرى طلبا للعمل في الزراعة التي كانت عماد اقتصاد القرية والتي كانت تقوم على البطيخ والحمضيات والخضروات والحبوب. في 1944\1945 كان ما مجموعه 47 دونما مخصصا للحمضيات والموز و1830 دونما مزروعا حبوبا وكان سكان القرية يعنون أيضا بتربية المواشي ويصنعون الألبان والأجبان واشتملت الآثار التي اكتشفت حول القرية على بقايا أبراج وحصون وآبار وصهاريج وخزانات وخزفيات.

إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا 

استنادا الى تقرير للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية فان إن أم خالد أخليت في 20 آذار مارس 1948 جراء شعور عام بالخوف ويذكر المؤرخ الإسرائيلي بني موريس إن جملة من القوى العربية وفي المنطقة واجهت المصير نفسه بعد أن تزايدت الهجمات الأولى من الحرب وقد كانت هذه المنطقة الساحلية تغص بالمستعمرات اليهودية وكانت القيادة الصهيونية تعتبرها بمثابة القلب من الدولة اليهودية المستقبلية لذلك كان من المرغوب فيه بحسب رأي تلك القيادة ؟ أن يحمل السكان العرب على الرحيل قبل 15 أيار \ مايو.

القرية اليوم

بات موقع القرية جزءا من مدينة نتانيا. وقد بقي بعض المنازل وهو يستعمل للسكن أو للأغراض تجارية كمستودعات لشركات إسرائيلية أما الأراضي المجاورة فقد غرست شجر حمضيات.

المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية

ابتلعت ضواحي مدينة نتانيا (136192) التي أسست في سنة 1929 معظم أراضي القرية وقد دمجت مستعمرتا غان حيفر التي أسست لتشكلا في سنة 1953 مستعمرة واحدة كبرى هي شاعر حيفر (140193) وتغطي مستعمرة جزءا من أراضي القرية.

المصدر:
كتاب كي لا ننسى، وليد الخالدي
www.palestineremembered.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *