البطاني الشرقي

كانت القرية قائمة على رقعة مستوية من الأرض في السهل الساحلي الجنوبي, ويحيط بها من الشرق وادي المري وتربطها طرق فرعية بالقرى المجاورة الواقعة على الطريق العام الساحلي, مثل يا صور و إسدود.
في عهد الانتداب أنشئ في جوار القرية مطار حربي على بقعة مستوية من الأرض تقع إلى الجنوب الغربي من القرية وإلى الجنوب من توأمها البطاني الغربي. ويشير أقدم ذكر لها إلى أنها كانت في البدء مزرعة لأول الخلفاء الأمويين, معاوية بن أبي سفيان في سنة 1596, كانت البطاني الشرقي قرية في ناحية غزة (لواء غزة), وفيها 39 نسمة. وكانت تدفع الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والفاكهة, بالإضافة إلى عناصر أخرى من الإنتاج والمستغلات كالماعز وخلايا النحل وكروم العنب.
في أواخر القرن التاسع عشر, كانت القرية تقع في أرض منخفضة وتمتد من الشرق إلى الغرب على شكل مستطيل وكانت تحيط بها بساتين متفرقة وعدد من الآبار. وقد امتد البناء غربا- لأن فيضان الوادي في الشتاء عوق امتدا القرية شرقا- في موازاة الطريق التي تربطها بقرية البطاني الغربي, حتى أصبحت المسافة بين القريتين أقل من كيلومترين. وكانت منازلها المبنية بالطوب والمسقوفة بالخشب والقصب متقاربة بعضها من بعض تفصل أزقة ضيقة بينها. وكانت القريتان تشتركان في مدرسة فتحت أبوابها في سنة 1947, وكان يؤمها في البدء 119 تلميذا. وكان سكان القرية من المسلمين لهم فيها مسجد وبضعة متاجر صغيرة وكانوا يعملون أساسا في زراعة الحبوب والحمضيات في 1944/1945 كان ما مجموعه 319 دونما مخصصا للحمضيات والموز 4663 دونما للحبوب و474 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين. وكانت الزراعة بعلية ومروية من آبار عديدة كانت قائمة في أرض القرية وكانت تمد سكانها أيضا بمياه الشرب. بالإضافة إلى زراعة المحاصيل كان سكانها يعنون بتربية الدواب والدواجن. وكان ثمة موقع أثري في البطاني الشرقي فيه آثار منها أرضية من الفسيفساء وحوض وأسس لأبنية دارسة وقطع من الفخار.

إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا 

احتل لواء غفعاتي التابع للهاغاناه القرية, في وقت احتلاله قريتي بشيت وبرقة عشية انتهاء الانتداب البريطاني في فلسطين( أنظر البطاني الغربي, قضاء غزة). واستنادا إلى المؤرخ الإسرائيلي بين موريس سقطت البطاني الشرقي في قبضة إسرائيل في 13 أيار \ مايو 1948, بينما كان لواء غفعاتي ينتشر إلى الجنوب الغربي تمهيدا لمواجهة القوات المصرية. غير أن كتاب (تاريخ حرب الاستقلال) يؤرخ هذا الحدث بعد ذلك التاريخ بشهر تقريبا, أي في 10-11 حزيران\ يونيو, وينسب احتلال القرية إلى الكتيبة الثامنة من ذلك اللواء. ولعل هذا يعين أن القرية انتقلت من يد إلى يد في أثناء المعارك الإسرائيلية ؟ المصرية على الجبهة الجنوبية, وأن الإسرائيليون احتلوها نهائيا قبل بدء الهدنة الأولى في 11 حزيران \ يونيو.

القرية اليوم

لم يبق منها سوى مركز الشرطة المتداعي والذي يعود إلى عهد الانتداب. وهذا المركز مجمع مؤلف من ثلاثة أبنية أسمنتية مسطحة السقوف وكل منها ذو طبقة وحيدة ويرتفع أحد هذه الأبنية قليلا عن البناءين الآخرين. أما أبواب ذاك المجمع ونوافذه, ف مستطيلة الشكل. ولا يزال أحد شوارع القرية باديا بوضوح وينتشر نبات الصبار وأشجار التين والكينا والجميز في الموقع ويزرع المزارعون الإسرائيليون الحمضيات في الأراضي المجاورة.

المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية

لا مستعمرات إسرائيلية على أراضي القرية.

المصدر:
كتاب كي لا ننسى، وليد الخالدي
www.palestineremembered.com

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *