صميل

كانت القرية تنهض على تل رملي يقع في السهل الساحلي, وتحيط به الأودية وكانت طرق فرعية تربطها بالطريق العام بين المجدل وبيت حبرين, عند ملتقى الطرق قرب قرية عراق المنشية. كما كانت طرق أخرى بعضها معبد وبعضها الآخر ترابي, ترابط صميل بالقرى المجاورة.ويعتقد أن صميل أنشأها فرسان الهسبتارية في سنة 1168 خلال الفترة الصليبية بغية الدفاع عن حصن آخر بني سابقا في بيت حبرين( أنظر بيت حبرين, قضاء الخليل) وكان سكانها يعتقدون أن القرية سميت باسم صموئيل أحد الصليبيين الذين أسسوها. وكان اسمها أيضا بركة الخليل, لأن خراجها كان مرفوقا من قبل السلطان المملوكي برقرق (توفي سنة 1399), على مقام خليل الرحمن في مدينة الخليل في سنة 1569 كانت صميل قرية في ناحية عزة(لواء عزة)و فيها 363 نسمة. كانت تدفع الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والفاكهة, بالإضافة إلى عناصر أخرى م الإنتاج كالماعز وخلايا النحل.
عندما مر العالم الأمير كي إدوارد روبنسون بصميل في أواسط القرن التاسع عشر أشار إلى أنها قرية (كبيرة الحجم, تقع على مرتفع في السهل) ولاحظ وجود بئر كبيرة عامة). في قطر دائرتها 11 قدما وعمقها 100 قدم. وقال أيضا إنه كان في القرية ذاتها (قطعة من سور قديم يبدو أنه كان في الماضي جزءا م حصن).
في أواخر القرن التاسع عشر كان لقرية صميل شكل نصف دائري وخلال فترة الانتداب بدأت القرية التوسع في اتجاه الجنوب الغربي. وكانت تعتمد على الفالوجة الواقعة على بعد 6 كيلومترات إلى الجنوب الغربي, للحصول على الخدمات التجارية الطبية والإدارية. وكان سكانها من المسلمين ولهم فيها مسجد بني على أنقاض كنيسة صليبية. وكانت منازل القرية مبنية بالطوب. وفي سنة 1936 ,أنشئت مدرسة في القرية بلغ عدد تلامذتها 88 تلميذا في أواسط الأربعينات. وكان سكان القرية يتزودون مياه الاستعمال المنزلي من بئر عمقها 48 مترا, يدعونها الخليل. وكانت الزراعة البعلية وتربية الغنم عماد أنشطة القرية الاقتصادية. أما الحبوب والعنب والتين, فكانت المحاصيل الأساسية. في 1944\1945, كان ما مجموعه 16093 دونما مخصصا للحبوب و54 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين.

إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا 

سقطت صميل خلال إحدى الهجمات التي كان لواء غفعاتي يشنها جنوبا, وذلك خلال الفترة المعروفة ب(الأيام العشرة) أي ما بين هدنتي 8, 18 تموز\ يوليو 1948). ولا يعرف على وجه التحديد متى احتلت القرية, كلن من المرجح أن تكون سقطت في المراحل المبكرة من العملية, بين 9,14 تموز\ يوليو. وخلال هذا الهجوم نجحت القوات الإسرائيلية في احتلال رقعة واسعة من الأراضي الواقعة جنوبي طريق الرملة- القدس وهجرت أكثر من 20000 شخص. وعلى الرغم من أن الروايات العسكرية الإسرائيلية اللاحقة زعمت أن السكان فروا عند تقدم الوحدات الإسرائيلية, فإن (تاريخ حرب الاستقلال) يذكر حدوث (عدة عمليات تطهير) في المنطقة. وصميل هي إحدى القرى المذكورة في هذا الصدد, ومن المرجح أن يكون سكانها طردوا منها شرقا نحو منطقة الخليل.

القرية اليوم

لا تزال تشاهد بقايا حائط لعله كان بني ليحيط بالقرية. أما ما عدا ذلك فإن نبات الخبيزة (وهو نبات بري يستخدمه الفلاحون الفلسطينيون في طعامهم) يغطي الموقع و إضافة إلى الحشائش البرية. وثمة أيضا بعض شجيرات شوك المسيح سياجات كثيفة من نبات الصبار ولا تزال تشاهد طريق قروية قديمة وإلى جانبها صف من نبات الصبار. وقد بني كوخ في الموقع يؤوي عائلة عربية(يعمل أفرادها على الأرجح في إحدى المستعمرات الإسرائيلية). أما الأراضي المجاورة فيستغلها المزارعون الإسرائيليون.

المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية

أقيمت أربع مستعمرات على أراض كانت تابعة تقليديا للقرية, وهي كدما في سنة 1946, وسغولا  منوحا  ونحلا في سنة 1953. وتقع كدما بعيدة إلى الشمال من موقع القرية, أما نحلا فقريبة منها غربا, وهما أيضا بالقرب منها. وأخيرا أسست مستعمرة فردون في سنة 1968 على أراضي كانت تابعة لصميل.

 

المصدر:
كتاب كي لا ننسى، وليد الخالدي
www.palestineremembered.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *