دير رفات

كانت القرية تقع على السفح الغربي لجبل متوسط الارتفاع وكما يدل القسم الأول من اسمها (دير) فقد كانت القرية موقع دير كبير من ممتلكات البطريركية اللاتينية. وكانت القرية تضم مسجدا واحدا يعرف بمسجد الحاج حسن. وفي أواخر القرن التاسع عشر, كانت دير رافات مزرعة صغيرة تقع على قمة جبل, وفي ركنها الغربي عين ماء. في سنة 1945, كان عدد سكان دير رافات يقدر ب430 نسمة, بينهم 100 مسيحيو أما الباقون فمن المسلمين. في 1944\1945, كان ما مجموعه 10563 دونما مخصصا للحبوب و 216 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين, منها 25 دونما حصة الزيتون. وكانت القرية تتزود المياه من ثلاثة ينابيع في الموقع وكان ثمة مواقع أثرية عند تخوم القرية تشمل ثلاث خرب تضم أسس أبنية دارسة ومعاصر عنب, وخزانات محفورة في الصخر وآبارا, وحجر رحى ومدافن.

 

إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا

صورة لقرية دير رفات - فلسطين: : منظر لموقع القرية التي دمرها الصهاينة وطهروا سكانها عرقياً. أطلال القرية المدمرة واضحة. 1986 

اجتيحت دير رافات بتاريخ 17-18 تموز\ يوليو 1948, في أثناء المرحلة الثانية من عملية داني التي نفذها الجيش الإسرائيلي ( أنظر أبو الفضل, قضاء الرملة). ويذكر (تاريخ حرب الاستقلال) أن القرية سقطت في قبضة وحدات من لواء هرئيل في نهاية العملية تقريبا و حين قامت القوات الإسرائيلية بتوسيع ممر القدس في اتجاه الجنوب ويفيد المؤرخ الإسرائيلي بني موريس أن الذين تخلفوا في جوار القرية غادروها في معظمهم مع اقتراب طوابير هرئيل وبداية القصف بمدافع الهاون. ويضيف أن الذين مكثوا ما لبثوا أن أجبروا على الرحيل لكنه لا يوضح ماذا جرى في القرية, ولا ماذا حل بسكان الدير المجاور.
لم تدمر القرية إلا بعد عدة أسابيع أي خلال الهدنة الثانية في الحرب. ويشير موريس في سياق تعليقه على تدمير القرى في إبان هذه الفترة, إلى دير رافات بصورة خاصة قائلا: ( عمل الجيش طوال الهدنة الثانية, التي دامت ثلاثة أشهر من 19 تموز\ يوليو حتى منتصف تشرين الأول\ أكتوبر, وبالتدريج على تدمير القرى المهجورة وذلك لأسباب كانت توصف عادة بالعسكرية. فمعظم قرى وسط البلاد مثلا… نسف في أيلول\ سبتمبر.

 

القرية اليوم

الموقع مغطى اليوم بركام الحجارة والمصاطب التي بقي بعضها سليما بينما تحطم بعضها الآخر واختلط حطامه بأنقاض المنازل ويشاهد نبات الصبار في الطرف الشمالي الغربي للقرية. وقد استأجرت نفر من قبيلة الصانع وهي من بدو النقب رقعة من أراضي القرية من دير اللاتين, مالك أراضي القرية, وضرب فيها بعض الخيام. ويعلو تمثال العذراء مريم واجهة الدير, الذي يبعد كيلومترين إلى الغرب من القرية, كما يغطي القرميد الأحمر أجزاء من مبنى الدير. وثمة في الركن الغربي للقرية عين ماء, وفي ركنها الجنوبي مقبرة ينتصب فيها قبر كبير وحيد. وثمة بستان زيتون إلى الغرب من موقع القرية.

المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية

صورة لقرية دير رفات - فلسطين: : جولة بين انقاض واراضي قرية دير رفات امهجرة -- انتاج فضائية القدس التعليمية

في سنة 1954 أنشئت مستعمرة غفعت شيمش (145131) على أراضي القرية, غربي موقعها مباشرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *