عولم

كانت القرية على منحدرات وادي عولم (من روافد وادي البيرة) الذي يجري غربا وتواجه الشمال الغربي. وكانت طريق فرعية تصلها بالطريق العام الموصل الى طبرية وبعض القرى المجاورة. وقد اعتبر موقع عولم مطابقا لموقع مدينة اولاما الرومانية المهمة, والتي دعاها الصليبيون في ناحية طبرية (لواء صفد) وكان عدد سكانها ثلاث وثمانين نسمة. وكانت تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير, بالإضافة الى عناصر أخرى من الإنتاج والمستغلات كالماعز وخلايا النحل.
في أواخر القرن التاسع عشر وصفت عولم بأنها قرية مبنية بالطوب على ارض مرتفعة وكان سكانها المئة والعشرون يعنون بثلاثين فدانا من الأرض (الفدان = 100-250 دونما).
في فترة الانتداب البريطاني كان للقرية شكل غير منظم, وكان محورها الأطول يميد من الشرق الى الغرب. وكانت منازلها (المتراصفة ببعضها قرب البعض) مبنية في معظمها بالحجارة والطوب وسقوفها من الخشب والقصب المغطى بطبقة من الطين. غير أن بضعة منازل قليلة كانت مبنية بالحجارة والاسمنت. وكان في جملة سكان القرية, وكلهم من المسلمين, قوم من قبيلة عرب المويلحات البدوية. وكان في القرية مسجد ومدرسة ابتدائية أسست أيام العثمانيين, لكنه أغلقت أبوابها في زمن الانتداب العثمانيين,
كان سكان القرية يتزودن المياه للشرب وللاستخدام المنزلي من أكثر من ستة ينابيع, وكانوا يعتمدون على الزراعة وتربية المواشي في تحصيل رزقهم, فيزرعون أصنافا عدة من الحبوب والخضروات, بالإضافة الى الفاكهة(كالتين والعنب والرمان). وكانت بساتين الفاكهة تنتشر غربي القرية وشمالية وشمالها الغربي. 1944/1945 , كان ما مجموعه 6623 دونما مخصصا للحبوب ,202 من الدنمات مرويا أو مستخدما للبساتين. وكما سبقت الإشارة فان الوثائق التاريخية تبين إن القرية بنيت على جزء على الأقل من موقع بلدة أقدم عهداً. ويؤكد ذلك كثرة استعمال حجارة البناء القديمة في الأبنية الأحدث عهدا, فضلا عن وفرة بقايا الأبنية القديمة التي وجدت في القرية.

إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا 

زعمت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أن الهيئة العربية العليا أمرت سكان القرية بالمغادرة في 6 نيسان / ابريل 1948 , لأنها خشيت أن يساعدوا الصهيونيين, فما ادعت الا إن هذا الزعم يكذبه (تاريخ الهاغاناه ) يقول إن وحدات من لواء غولاني دخلت في الشهر اللاحق, يوم 12 أيار / مايو قرية عولم (التي هجرها سكانها خوفا من اليهود) ومع انتهاء هذه العملية افرغ الجليل الأسفل من سكانه العرب. وفي الهجوم نفسه , استولت قوات الهاغاناه على ثلاث قرى أخرى : سيرين (قضاء بيسان) وحدثا ومعذر ولا يعرف تماما ماذا حل بالسكان.

القرية اليوم

لم يبق من أبنية القرية الا لأنقاض الحجرية, ولم تترك على حالة الا ينبوع كان سكان القرية يتزودون المياه منه. وقد حول الموقع الى مرعى للبقر و وبنيت الصبار في أرجائه. أما الأراضي المجاورة فيحرثها سكان مستعمرة كفار كيش.

المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية

لا مستعمرات إسرائيلية على أراضي القرية, وكان الصهيونيين انشاؤا, في سنة 1946 , مستعمرة كفار كيش (192230) على بعد 4,5 كلم الى الغرب من موقع القرية, على أراض تابعة لقرية معذر المجاورة.

المصدر:
كتاب كي لا ننسى، وليد الخالدي
www.palestineremembered.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *