مغر الخيط

كانت القرية تقع على السفح الشمالي الشرقي لجبل كنعان في الجليل الأعلى ,مشرفة على الغور بين بحيرتي طبرية والحولة .و يشير القسم الأخير من اسمها ,أي (الخيط ) إلى الهضبة شبه المستوية التي كانت تحيط بها و التي كانت تعرف بأرض الخيط .والمنطقة هذه نتوء بركاني يفصل الحوض المحيط ببحيرة طبرية شمالاً عن حوض بحيرة الحولة جنوباً (أنظر منصورة الخيط قضاء صفد )وكانت طريق فرعية تصل مغر الخيط بالطريق العام المفصلي الى صفد و طبرية في سنة 1596 كانت مغر الخيط قرية في ناحية جيرة (لواء صفد )و عدد سكانها 94 نسمة .وكانت تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير و الفاكهة بالإضافة الى عناصر أخرى من الإنتاج كالماعز و خلايا النحل في أواخر القرن التاسع عشر كانت مغر الخيط قرية مبنية بالطوب و الحجارة و عدد سكانها 300 نسمة تقريباً وكانت معروفة بما في جوارها من كهوف كثيرة و الواقع أن مغر الخيط كانت (قرية مزدوجة )تتألف من حارتين يفصل بينهما نحو 100م و تمتد كل منهما في موازة الأخرى من الشمال الى الجنوب وكان سكانها كلهم من المسلمين ,ويعتمدون على مياه الأمطار لري مزروعاتهم من الحبوب و الأشجار المثمرة .وكانت أراضيهم الزراعية تنتشر في الجهات كلها عدا الجهة الغربية من الموقع . في موسم 1942/1945 حلت مغر الخيط في المرتبة الخامسة بين قرى قضاء صفد من حيث زراعة الزيتون إذا بلغت المساحة المخصصة للحبوب و 573 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين وكان في جوار القرية موقع أثري (يعرف بالمغار )يضم بقايا منازل وقبوراً منحوتة في الصخر و صهاريج ومعصرة زيتون.

إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا 

قصفت وحدات البلماح في سياق عملية يفتاح الخيط بمدافع الهاون ليل 2 أيار مايو 1948 .وكان ذلك قبل نحو أسبوع من الهجوم النهائي على صفد . و يقول المؤرخ الإسرائيلي إنه ربما كان القصد من هذا القصف زيادة الضغط على المدينة . لكن الشروع في قصف مدافع إنما كان من أجل حمل العرب على الفرار (من القرية )في نهاية المطاف وذلك استناداً إلى كلمات ضابط شارك فيه . ويبدو أن العملية أثمرت إذا أدت إلى إخلاء القرية فضلاً عن قريتين أخريين (فرعم و قباعة )استهدفتا بالقصف تلك الليلة ولا يعرف بدقة إلى أين لجأ سكان القرية , و لا مصير القرية نفسها.

القرية اليوم

تغلب الحشائش و نباتات الصبار على الموقع وتتبعثر في أرجائه أنقاض المنازل المدمرة. ولا تزال غرفتان أسمنتيتان بنيتا الواحدة بلصق الأخرى في حال شبه حسنة. ولم يبق من مئات أشجار الزيتون التي كانت هنالك إلا قلة قليلة وباتت الأرض الجبلية المحيطة بالقرية غابة أو تستعمل مرعى للمواشي ولا يستخدم لا إسرائيليون منها لاستنبات الزرع إلا قسماً صغيراً .

المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية

تبعد مستعمرة حتسورهغليليت (201265 ) التي أسست في سنة1953 على أراضي القرية ,مسافة كيلومتر واحد إلى الجنوب الشرقي من موقع القرية .أما مستعمرة روش بينا (201263 )فهي و إن لم تكن على أراضي القرية إلا إنها تقع على بعد كيلومترين إلى الجنوب من الموقع و قد أسست في سنة 1882 .

المصدر:
كتاب كي لا ننسى، وليد الخالدي
www.palestineremembered.com
موسوعة القرى الفلسطينية 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *