جب يوسف

كانت القرية تقع في رقعة مستوية من الأرض، وذات تربة ضاربة إلى الحمرة، شمالي غربي بحيرة طبرية. وكان ثمة طريق عام مؤدٍ إلى صفد وطبرية يمر على بعد قليل إلى الشرق منها. ومن الجائز أن تكون اكتسبت اسمها من جب مجاور لها يدعى جب يوسف؛ ومعنى ذلك أنها كانت منزلة من منازل المسافرين فيما مضى من الأيام. والواقع أن نفراً من الرحالة العرب والغربيين ذكرها بهذه الصفة. فقد كتب المقدسي، إلى دمشق. كما توقف فيها صلاح الدين الأيوبي وهو في طريقه لمحاربة الصليبيين في حطين (1187). في سنة 1355، وصف ابن بطوطة الجب بأنه كبير، عميق، يتوسط فناء مسجد صغير. وفي سنة 1596، كانت جب يوسف قرية في ناحية جيرة (لواء صفد)، وعدد سكانها 72 نسمة. وكانت تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والفاكهة، بالإضافة إلى الماعز وخلايا النحل. وقد لاحظ النابلسي (توفي سنة 1730 تقريباً) القبة الرائقة المبنية فوق الجب، والمسجد الحسن المجاور له. وذكر أيضاً الخان المتين البنيان. وفي سنة 1822، لاحظ الرحالة السويسري بوركهارت أن الخان كان آخذاً في التداعي.
أما القرية الحديثة، فقد كانت صغيرة ومنازلها مبنية بالطين أو بحجارة البازلت أو بالحجر الكلسي، ومتجمعة بعضها قرب بعض. وكان فيها مسجد تعلوه قبة، وكان سكانها يستمدون المياه للري وللاستخدام المنزلي من بضع آبار وينابيع قريبة. وقد اجتذبت الينابيع قبيلة عرب السيّاد البدوية، التي استوطنت القرية وحرثت أرضها وكونت أكثرية سكانها (وكلهم من المسلمين). وكانت الحبوب والخضروات والفاكهة والزيتون أهم غلالهم. في 1944/1945، زرعوا الحبوب في 2477 دونماً من الأرض. وكان في القرية ضريح لشيخ من مشايخ الدين المحليين يدعى الشيخ عبد الله، وكانت خرب عدة تقع إلى الشرق منها.

إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا 

اشتبكت وحدات من جيش الانقاذ العربي ببعض القوافل العسكرية اليهودية جنوبي جب يوسف، مرتين على الأقل في الأسابيع الأولى من الحرب. وفي كلتا المرتين، في 12 و26 شباط/فبراير 1948، تدخلت القوات البريطانية لفض الاشتباك، بحسب ما جاء في مذكرات قائد جيش الإنقاذ فوزي القاوقجي.
في النصف الثاني من نيسان/أبريل 1948، شنّت الهاغاناه عملية يفتاح. وقد أوصى قائد البلماح، يغآل ألون، في تقرير رفعه هيئة الأركان العامة للهاغاناه بتاريخ 22 نيسان/أبريل، (بمحاولة إجلاء البدو الذين يضربون خيامهم بين [نهر] الأردن وجب يوسف وبحر الجليل)). ويقول المؤرخ الإسرائيلي بِني موريس، الذي يستشهد بالتقرير، أن القرية نفسها لم تهاجَم إلا في 4 أيار/مايو؛ وعندها هُجّر سكانها في أرجح الظن.

القرية اليوم

لم يبق من القرية إلا الخان المغطى بالأشواك، والضريح المقبّب للشيخ عبد الله. وينبت شجر التين والخروب في الموقع. أما الأراضي التابعة للقرية، فيزرعها سكان مستعمرة عميعاد. وبالقرب من الموقع تنهض البنى الخاصة بمشروع جر مياه نهر الأردن لاستغلالها في إسرائيل، وضمنها محطة الضخ في الطابغة (6 كلم إلى الجنوب) التي تضخ المياه من بحيرة طبرية.

المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية

تقع مستعمرة عميعاد، التي أُنشئت في سنة 1946 على أراضي القرية، إلى الشمال من موقع القرية.

المصدر:
كتاب كي لا ننسى، وليد الخالدي
www.palestineremembered.com
موسوعة القرى الفلسطينية 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *