نعليا

كانت القرية مبنية على رقعة مستوية من الأرض في السهل الساحلي, إلى الشمال من موقع سابق طمرته كثبان الرمل. وحين بدأت الكثبان محاصرة نعليا من جانبها الجنوبي, تصدى لها سكان القرية بغرس أشجار الفاكهة وكانت طرق فرعية تربط القرية ببلدة المجدل وهي على بعد 3 كيلومترات إلى الشمال الشرقي, وبالطريق العام الساحلي, وهو على مسافة قصيرة إلى وفي سنة 1569, كانت نعليا قرية في ناحية غزة(لواء غزة), وفيها 440 نسمة. وكانت تدفع الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والسمسم والفاكهة, بالإضافة إلى عناصر أخرى من الإنتاج والمستغلات كالماعز وخلايا النحل وكروم العنب.
في أواخر القرن التاسع عشر كانت نعليا محاطة ببساتين الفاكهة وببساتين الزيتون التي كانت تمتد وصولا إلى المجدل. وكانت الرمال الزاحفة من الشاطئ قد صدت بسياج من نبات الصبار. كان لنعليا شكل شبه المنحرف تمتد قاعدته في اتجاه الشمال الشرقي. وكانت أزقة ضيقة تفصل بين منازلها, التي بني بعضها بالطوب وبعضها الآخر بالأسمنت. كما بني بعض المنازل بين بساتين الفاكهة. وقد امتدت القرية في موازة الطريق المؤدية إلى المجدل. وكان في جانبها الجنوبي مسجد مزخرف بالنقوش, تحيط به بقايا أبنية سابقة وأضرحة تحوي رفات شهداء سقطوا في القتال ضد الصليبين. وكان أبناؤها يتلقون العلم في مدرسة المجدل. أما مدرسة القرية, التي اكتمل بناءها في شتاء سنة 1948, فإنها لم تفتح أبوابها قط بسبب الحرب. وكان في القرية عدة متاجر صغيرة. وكان سكانها يعتمدون في الغالب, على الزراعة لمعيشتهم فيزرعون الحبوب التي تعتمد زراعتها على مياه الأمطار كما يزرعون أصنافا شتى من الفاكهة كالحمضيات والعنب والتين والمشمش. في 1944\1945, و2215 دونما للحبوب, و1436 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين. وكانت بساتين الفاكهة في القرية تروي بمياه الآبار الارتوازية.

إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا 

كانت نعليا التي احتلت وقت سقوط المجدل في أرجح الظن, من أواخر القرى التي استولى الإسرائيليون عليها في جنوب البلاد. وعقب عملية يوآف (أنظر بربرة, قضاء غزة) نجحت الوحدات الإسرائيلية في اقتحام المجدل, مع غيرها من القرى التابعة لها, في 4-5 تشرين الثاني\ نوفمبر 1948.

القرية اليوم

اندثرت القرية كليا. والموقع مغطى بالأعشاب البرية وبعض أشجار الجميز. ولا يزال أحد المنازل, وكان مبنيا وسط بساتين الفاكهة, قائما تقطنه عائلة فلسطينية حاليا. ولهذا البيت سقف مسطح ونوافذ وأبواب مستطيلة. أما الأراضي المجاورة فيستغلها المزارعون الإسرائيليون.

المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية

يقع وسط مدينة أشكلون, التي أقيمت في سنة 1948,إلى الشمال الغربي من موقع القرية, وقد امتدت هذه المدينة لتصل إلى أراضي القرية.

المصدر:
كتاب كي لا ننسى، وليد الخالدي
www.palestineremembered.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *