الشيخ مؤنس

كانت القرية تنتشر على تل من الحجر الرملي في السهل الساحلي الأوسط, وتبعد نحو 2,5 كلم عن شاطئ البحر, و 800 م عن الضفة الشمالية لنهر العوجا. ويبدو أنها سميت تيمنا بشخصية دينية محلية, الشيخ مونس الذي كان مقام ضريحه في القرية . وكان شكلها العام مربعا. في بادئ الأمر, كان سكان القرية يبنون منازلهم بالطوب, لكنهم راحوا مع تحسن مداخيلهم من بيع الحمضيات, يبنون منازل جديدة بالحجارة والأسمنت. وكان في الشيخ مونس مدرستان ابتدائيتان: واحدة للبنين وأخرى للبنات. وقد فتحت مدرسة البنين في سنة 1932 ومدرسة البنات في سنة 1943 . وبلغ عدد التلامذة المسجلين 232 تلميذا في سنة 1941, و 56 تلميذة في سنة 1943. و استملكت مدرسة البنين 36 دونما من الأرض وبئراً ارتوازية, واستخدمت مركزا للتدريب الزراعي والمهني. عمل سكان الشيخ مونس في الزراعة, ولا سيما في زراعة الحمضيات والأعمال المتعلقة بها. في 1944\1945, كان ما مجموعه 3749 دونما مخصصا للحمضيات والموز, و 7165 دونما للحبوب و 69 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين. وكانت مياه الري تجلب من نهر العوجا, ومن الكثير من الآبار الارتوازية.

إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا 

استولت القوات الصهيونية على الشيخ مونس قبل نهاية الانتداب البريطاني في 15 أيار\ مايو 1948. ويشير المؤرخ الفلسطيني عارف العارف الى أن القوات الصهيونية كانت, في ذلك الوقت تسيطر على كل المنطقة الساحلية الممتدة بين حيفا وتل أبيب. وقد كانت الشيخ مونس وقرية أبو كشك المجاورة تقعان مباشرة عند تخوم تل أبيب. الأمر الذي جعلها من أهداف الغارات منذ أوائل الحرب. ويقول المؤرخ الإسرائيلي بني موريس: ( إن عملية إخلاء المنطقة الواقعة مباشرة شمالي تل أبيب إخلاء تاما جرت, في قسم كبير منها, جراء أعمال قوات الإرغون…). ولم يحل الاتفاق للتهادن في عقد سابقا بين الهاغاناه وسكان الشيخ مونس للتهادن في المنطقة دون اعتداء الإرغون على زعماء القرية. فقد تسللت جماعة من الإرغون الى داخل القرية, في أواخر آذار\ مارس 1948, وخطفت خمسة من زعمائها واستجر هذا الهجوم فرارا جماعيا لسكان المنطقة الساحلية المجاورة ( وضمنهم سكان الشيخ مونس, في أرجح الظن).

القرية اليوم

بقيت عدة منازل ذات معالم معمارية متنوعة قائمة, وتسكنها اليوم عائلات يهودية. أحد هذه المنازل ذو طبقتين مع ملحق من طبقة واحدة, وهو مبني بالأسمنت, وله نوافذ وأبواب مستطيلة وسقوف مسطحة. وثمة منزل أخر مؤلف من طبقتين, وهو متناظر البناء وله روقان أماميان في الطبقة العلوية, ويتألف كل رواق واحد من منزل آخر قائما على شكل راس الحربة. ولا يزال حائط واحد من منزل آخر قائماً, يعلوه عمود يحمل أسلاكا كهر بائية. وتتبعثر الأعشاب والنباتات البرية الطويلة. المقبرة مسيجة وفي حال مزرية من الإهمال. أما الأراضي المحيطة التي ضمت الى بلدية تل أبيب, فإن قسما منها يزرع, إلا أن الأبنية وورش البناء غلبت على معظمها وتقوم جامعة تل أبيب على هذه الأرضي.

المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية

لا مستعمرات إسرائيلية على أراضي القرية.

المصدر:
كتاب كي لا ننسى، وليد الخالدي
www.palestineremembered.com
موسوعة القرى الفلسطينية 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *