الخليل

التسمية الموقع:

الخليل من أقدم مدن العالم وتاريخها يعود إلى ما يزيد عن 6000 عام، نزلها سيدنا إبراهيم عليه السلام منذ نحو أربعة آلاف عام، وسميت بالخليل نسبة إلى (خليل الرحمن) وتضم رفاته ورفاة زوجته سارة وعائلته من بعده اسحق، ويعقوب، ويوسف، ولوط، ويونس والخليل، وهي بذلك ثاني المدن المقدسة في فلسطين عند المسلمين، وتضم الكثير من رفات الصحابة، وفي مقدمتهم شهداء معركة أجنادين.

وعرفت الخليل في العصر القديم بعدة أسماء هي قرية أربع (نسبة إلى اتحاد أربع قبائل كنعانية)، وحبرون وتعني (التجمع والاتفاق والصحبة)، وهي ليست كلمة عبرية.

والخليل مدينة عريقة تعد من أقدم مدن العالم، ويتضح من خلال الحفريات الأثرية في تل الرميدة سنة 1964وتعود إلى 3500 ق.م وسكانها الأوائل من الآموريين.

ومن أهم الاكتشافات الأثرية في تل الرميدة: لوح مسماري وهو عبارة عن نص اقتصادي يظهر فيه أسماء أربعة شخصيات آمورية، كما عثر على جرار فخارية عليها اسمHEBR)  حبر).

وارتبطت مدينة الخليل بسيدنا إبراهيم عليه السلام، حيث اشترى مغارة المكفيلا و دفن زوجته سارة في تلك المغارة. ويعود تشييد الجزء السفلي من مبنى الحرم الإبراهيمي إلى فترة حكم هيرودوس (37-4 ق. م). بكر والمتوسط والأخير (3200 –0012 ق.م)، والعصر الحديدي (0012–589 ق. م)، وفي العصر اليوناني والروماني(332–60 ق.م)، هُجر أهل تل الرميدة وبدأ الاستيطان حول مغارة المكفيلة.

بناها العرب الكنعانيون وأطلقوا عليها اسم (قرية أربع) نسبة إلى بانيها (أربع) وهو أبو عناق أعظم العناقيين، وكانوا يوصفون بالجبابرة.

والسور الضخم الذي يحيط بالحرم الإبراهيمي الشريف اليوم هو من بقايا بناء أقامه هيرودوس الأودي الذي ولد المسيح عليه السلام في أواخر عهده، أما الشرفات على السور؛ فهي إسلاميه. في عام 1948 احتلت المنظمات الصهيونية المسلحة جزءاً من أراضي قضاء الخليل الذي يضم (16) قرية واحتلوا الخليل في عام 1967م إثر حرب حزيران.

الخليل

تقع الخليل جنوب غرب القدس، وتبعد عنها 36 كم، ويتراوح ارتفاعها من930 متراً إلى 1027عن مستوى سطح البحر الأبيض المتوسط، يربطها طريق رئيسي بمدنيتي بيت لحم والقدس، وتقع على الطريق الذي يمر بأواسط فلسطين رابطة الشام مروراً بسينا.

وموقع مدينة الخليل المتوسط جعلها مركزاً للتجارة منذ القدم، عرفت منذ القدم بأنها مدينة تحيط بها الأراضي الزراعية، واشتهرت بزراعة العنب الذي يحتل المكان الأول بين أشجارها المثمرة، كما تزرع التين، واللوز، والمشمش، وتزرع فيها الحبوب والخضروات.

المساحة:

بلغت مساحة مدينة الخليل عام 1945 (2791) دونماً، وتحيط بها أراضي قرى بني نعيم، وسعير، وحلحول، وبيت كاحل، وتفوح، ودورا، والريحية، ويطا. تشتهر الخليل بالمهن اليدوية، وصناعة الصابون، وغزل القطن، وصناعة الزجاج، ودباغة الجلود.

السكان:

قدر عدد سكانها في عام 1922م بـ (16577) نسمة، وفي عام 1945م قدر عدد سكان الخليل بحوالي (24560) نسمة، وفي عام 1967م (38300) نسمة، وفي عام 1987م (79100) نسمة،  وحسب إحصاء الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في عام 1997م؛ بلغ عدد سكانها (119093) نسمة، وحسب إحصاء عام 2007م؛ وصل عدد سكان الخليل (163146) نسمة.

فتح المسلمون مدينة الخليل في عام 13 ه/ 636م وقد شملها الخلفاء برعايتهم لأنها تحوي رفات سيدنا إبراهيم عليه السلام، كما زاد الاهتمام بها لارتباط الخليل بشخص الرسول (ص) بعد أن  قطعها قبل وفاته إلى الصحابي تميم بن أوس الداري.

هذا وقد اهتمّ الأمويون بها بصورة واضحة؛ فبنوا المسجد الإبراهيمي  والمقامات على قبور الأنبياء، ووضعوا الشواهد عليها. وأعاروا المسجد والمدينة اهتماماً لا يفوقه إلا اهتمامهم بالمسجد الأقصى وقبة الصخرة والقدس.

وفي العصر العباسي قام الخليفة المهدي بعمل مدخل عند السور الشمالي الشرقي بارتفاع 3.5م،  وقام بتركيب باب حديدي صغير للحرم الشريف، وفي ظل السيطرة الفاطمية أضافوا تطورات عمرانية على الحرم الإبراهيمي فبنوا دوراً للزوار حول المسجد، وأنشأوا بناء التكية الإبراهيمية بجوار الحرم، وظلّ الحرم الإبراهيمي يشع بنوره طيلة العصر الإسلامي السابق على قدوم الصليبيين.

أما في العصر الأيوبي، فقد قام السلطان الناصر صلاح الدين بعد تحرير القدس والخليل من الصليبيين،  ببناء قبة المسجد، و نقل منبر عسقلان إليه عام1191م، وهو من أجمل المنابر التي أضافها المسلمون إلى المسجد. ثم قام الملك المعظم عيسى عام 1180-1226م بتوسيع المسجد وذلك بإضافة رواق جديد. كما اهتموا بتكية سيدنا إبراهيم لتستمر في تقديم الطعام المجاني للعباد والزهاد والضيوف، ولا تزال تقدم هذه الخدمات حتى الآن.

في العصر المملوكي اهتمّ  المماليك بمدينة الخليل وأنشأوا كثيراً من الأبنية الخاصة والعامة،  ومن أشهرها الحمام المملوكي، وبركة السلطان من إنشاء السلطان سيف الدين قلاوون عام 682ه/1283م، هذا عدا عما أدخله السلاطين من إنشاءات داخل الحرم الإبراهيمي وخارجه كالمسجد الجاولي، وبناء الزوايا كزاوية الشيخ علي البكاء، والتكايا والأربطة والمدارس، مثل: مدرسة السلطان حسن، والمدرسة القيمرية، والفخربة وغيرها من الأبنية، وأصبحت المدينة  مركزاً للبريد الواصل بين دمشق والقاهرة.

وفي عام 1517م دخلت المدينة تحت الحكم العثماني، فتمّ الاهتمام بالمرافق العامة كالخانات، والسبل، والحمامات، والمرافق الأخرى.  كما أن معظم بيوت البلدة القديمة تعود إلى العصور الأيوبية والمملوكية والعثمانية. وتشمل البلدة القديمة عدة حارات منها حارة بني دار، والقزازين،  والشيخ، والأكراد، وغيرها.

وفي عام1917م خضعت الخليل لسلطة الانتداب البريطاني، وقد شارك أبناء الخليل في جميع الثورات التي قامت ضد البريطانيين واليهود وأهمها ثورة البراق1929 م. ووقعت المدينة  تحت الاحتلال الإسرائيلي عام 1967.

أقامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أحزمة استعمارية حول المدينة، كما استعمرت قلب مدينة الخليل، وأقاموا أيضاً مستعمرات داخل الأحياء العربية، منها: “بيت رومانو”، و”هداسا “الدبويا”، الحي اليهودي “تل الرميدة” على مشارف مدينة الخليل إلى الشرق مباشرة. تعد مستعمرة “كريات أربع” من أكبر المستعمرات التي أقامتها إسرائيل. يوجد في الخليل أكثر من (20) مستعمرة مقامة على أراضيها التي صادرتها سلطات الاحتلال لهذا الغرض.

وأنشأت إسرائيل كريات أربع كأول مستوطنة في الضفة الغربية، وبعد أقامة المستوطنة امتدّ الاستيطان إلى قلب المدينة من أجل محاولة تهويدها وإخراج سكانها بالقوة والإرهاب،  فأنشأوا أربعة بؤر استيطانية تحوي حوالي 200 مستوطن،  يحرسهم 1200 جندي،  والمستوطنات هي:

– رمات يشاي- تل الرميدة.

– بيت رومانو- مدرسة أسامة بن منقذ.

– أبراهام أبينو – سوق الخضار القديم.

– مبنى الدبويا.

ولم يكتف اليهود بإقامة هذه المستوطنات، بل قاموا بتقسيم الحرم الإبراهيمي الشريف ومنعوا إقامة الأذان فيه، ووضعوا البوابات الإلكترونية على مداخله، وارتكبوا مجزرة بحق المصلّين داخل الحرم في 25/2/1994م، راح ضحيتها 29 شهيداً، وأغلقوا شارع الشهداء أمام السكان وقطَّعوا أوصال المدينة عن بعضها البعض.

وللمحافظة على عروبة وإسلامية البلدة القديمة في الخليل ولمنع التغلغل الاستيطاني في قلب المدينة، والمحافظة على الإرث الحضاري لها، فقد تشكّلت لجنة إعمار الخليل بقرار من المرحوم  الرئيس ياسر عرفات 1996م، وتقوم لجنة الإعمار بترميم وتأهيل الأبنية العامة والخاصة، وتأهيل الشوارع والبنية التحتية؛ ما شجّع السكان على الصمود والوقوف أمام المد الاستيطاني الإسرائيلي.

التوأمة مع مدن أخرى:

تفتخر بلدية الخليل بالعديد من اتفاقيات التوأمة مع المدن التالية:

1. بيزا – إيطاليا.

2. بلفورد – فرنسا.

3. قرطبة – إسبانيا.

4. فاس – المغرب.

5. الدار البيضاء – المغرب.

6. المدينة المنورة – السعودي.

7. مدينة جنوا – ايطاليا.

8. مدينة اركوي – فرنسا.

الصناعات التقليدية في الخليل:

تحتل الصناعات التقليدية الفلسطينية مكانة خاصة بين فروع الصناعة في فلسطين؛ نظراً للبعدين التراثي والاقتصادي اللذان تحملهما هذه الصناعة،  فهي من جهة تعبّر عن تاريخ وثقافة الشعب الفلسطيني، حيث تجسّد الوجود الفلسطيني على أرضه عبر حضارات متواصلة، كما تشكّل هذه الصناعات مصدراً حقيقياً لتنمية الدخل الوطني إذا ما تمّ استغلالها وتطويرها بالشكل المطلوب؛ ففلسطين لم تحظ بوافر من الثروات الطبيعية الثمينة كالذهب والبترول، إلا أن كونها مهداً للديانات السماوية، وعلى أرضها نمت وترعرعت العديد من الحضارات التي تركت آثارها حتى يومنا هذا، جعلها قبلة للسياح والحجاج على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم.

وقد ارتبطت الصناعات التقليدية منذ زمن طويل بقطاع السياحة، وهكذا فقد شهد هذا القطاع حالات مد وجزر منذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1967م، حيث شهد في كثير من الأوقات ركوداً نتيجة انعكاسات سياسة الاحتلال السلبية والتي كانت واضحة المعالم على الصناعات التقليدية بما صاحبها من إغلاقات متكررة فرضتها سلطات الاحتلال، إضافة إلى المعوقات الضريبية والإدارية التي عملت على القضاء على فرص وامكانيات تسويق منتجات هذه الصناعة.

ومنذ قيام السلطة الوطنية الفلسطينية، استهدفت التوجهات التنموية حل مجموعة من المشكلات الأساسية في الاقتصاد الفلسطيني، في مقدمتها مشكلة البطالة وتوفير فرص عمل تضمن ارتفاعاً في المستوى المعيشي للشعب الفلسطيني في ظل إمكانيات مادية محدودة، وقد شدّدت هذه التوجهات على ضرورة تنمية وتطوير المشاريع الصغيرة التي من شأنها تحقيق فرص تشغيلية أكبر برأسمال أقل.

وتصنّف الصناعات التقليدية في فلسطين إلى حوالي سبع عشرة حرفة، منها: الخزف، الزجاج اليدوي التقليدي، الفخار، التطريز اليدوي، البسط، والسجاد اليدوي، منتجات خشب الزيتون،  الصدف، الخيزران،  القش،  الشمع،  الفسيفساء وغيرها، غير أن الأصناف الرئيسية كما يلي:

صناعة الخزف:

يعود تاريخ صناعة الخزف في الخليل إلى فترة لا تقل عن 400 عام، حيث كان الأتراك هم أول من أدخل هذه الصناعة إلى فلسطين من خلال عمليات ترميم المسجد الأقصى المبارك. وتعتبر مدينة الخليل حالياً المدينة الفلسطينية الأولى في إنتاج الخزف، حيث تم إنشاء أول مصنع عام 1962م، وازدهرت هذه الصناعة على مدى العقود الماضية، حيث ارتبطت هذه الصناعة بهذه المدينة التي تعرف بمدينة خليل الرحمن أيضاً نسبة إلى أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام. وازداد عدد المصانع ليصل إلى أكثر من ثلاثين مصنعاً قبل بداية انتفاضة الأقصى، ثم انخفض إلى أقل من النصف في بداية الانتفاضة، وعاد لينتعش قليلاً في الوقت الراهن.

ويبلغ عدد العاملين في هذه الصناعة حوالي 200 عاملاً في الوقت الراهن، بمعدل عشرة عمال في المنشأة الواحدة. وتصل قيمة الإنتاج السنوي لهذه الصناعة ثلاثة ملايين دولار،  يتم تسويق 30% من الإنتاج، محلياً، ويصدر 40% منه إلى إسرائيل، و30% إلى الخارج خصوصاً دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، وبعض الدول العربية.

تستورد المواد الخام وهي الصلصال أو الطين الأبيض ومسحوق الزجاج والأصباغ من أوروبا، وحاول مصنّعون محليون إنتاج المادة الخام محلياً، إلا أن تكاليف الإنتاج كانت أعلى من تكلفة الاستيراد؛ بسبب عدم توفر جميع المواد الطبيعية اللازمة في التربة الفلسطينية.

صناعة خشب الزيتون:

تعدّ صناعة خشب الزيتون من أقدم الصناعات التقليدية، يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر، وظهرت مع قدوم البعثات التبشيرية إلى الأراضي المقدسة،  وبدأت بصناعة مسابح الخرز؛ إذ حاول الرهبان الفرانسيسكان تشكيلها من بذور الزيتون،  وتطورت هذه الصناعة إلى إنتاج أشكال دينية تسوق إلى السياح المسيحيين في منطقة بيت لحم.

تستخدم في هذه الصناعة أخشاب شجر الزيتون، وقبل العام 1967م كان يتم إحضار أغلب الأخشاب من سوريا والأردن،  أما بعد الاحتلال؛ فأصبحت مناطق رام الله ونابلس هي المصدر الأساسي لهذه المادة.

صناعة الزجاج:

عرفت صناعة الزجاج اليدوية في فلسطين منذ الحضارات القديمة التي قامت على أراضيها، وتطوّرت بشكل واضح بعد دخول الإسلام، حيث ابتكرت أساليب متنوعة في الألوان والزخارف.

وتتركز هذه الصناعة بشكل خاص في مدينة الخليل، حيث يوجد أربعة مصانع. ويعمل في صناعة الزجاج حوالي 30 عاملاً،  تلقوا تدريبهم من خلال العمل في مصانع آبائهم، حيث يغلب على هذه الصناعة كغيرها من الصناعات التقليدية النمط العائلي.

ولعل أهم متطلبات العمل في مهنة الزجاج هو تحمّل مشقة العمل أمام أفران الحرق، وتوفر الروح الإبداعية والفنية التي تؤهل العامل لاكتساب مهارات التشكيل، وتعتمد صناعة الزجاج على المواد الخام المحلية التي غالباً ما تكون من مخلفات الزجاج، لذا فهي صناعة صديقة للبيئة على الرغم من ذلك فإن أفران الشي التي ما زالت تستخدم زيوت الديزل والوقود الضار بالبيئة يعتبر من أهم المشاكل التي لا بد من معالجتها لتطوير هذه الصناعة بالأساليب العلمية التي تواكب المتطلبات البيئية.

يقدر دخل الإنتاج السنوي من الزجاج بنصف مليون دولار، وتتوزع أسواق منتجات الزجاج اليدوي على شكل50 % تسوّق إلى إسرائيل، 40% تسوّق في أوروبا عبر المعارض بشكل خاص، 10% تسوّق في الدول العربية وبشكل أساسي في الأردن.

أبرز المعالم السياحية والتاريخية في الخليل

 

الحرم الإبراهيمي:

 

من أبرز المعالم السياحية والأثرية الدينية في المدينة الحرم الإبراهيمي، الذي يعتبر أيضاً من أهم المنشآت المعمارية التي ارتبطت باسم مدينة الخليل، ويقع إلى الجنوب الشرقي من المدينة الحديثة، ويحيط بالمسجد سور ضخم يعرف بالحير، بني بحجارة ضخمة يزيد طول بعضها على سبعة أمتار بارتفاع يقارب المتر، ويصل ارتفاع البناء في بعض المواضع إلى ما يزيد عن خمسة عشر متراً، ويرجح أن السور من بقايا بناء أقامه هيرودوس الأدومي في فترة حكمه للمدينة (37 ق.م- 9م)، وشيد السور فوق مغارة المكفيلة التي اشتراها إبراهيم عليه السلام من عفرون بن صوحر الحثي، والتي هي مرقد الأنبياء إبراهيم ويعقوب وأزواجهم عليهم السلام.

اشترى سيدنا إبراهيم مغارة المكفيلة من حاكم المدينة عفرون بن صوحر الحثي، واتخذ منها مدفنا له ولأسرته من بعده، وبموجب ذلك؛ دفن فيها هو وزوجته سارة، كما دفن فيها إلى جانبه ابنه إسحق وزوجته رفقة وحفيده يعقوب وزوجته ليئة وبنا بجواره مقام سيدنا يوسف بن يعقوب.

وفي العهد الروماني بنى القائد هيرودوس الآدومي حول المدفن سور ضخم لحمايته من التعديات يعرف بالحير، حيث بني بحجارة ضخمة يزيد طول بعضها على سبعة أمتار بارتفاع يقارب المتر، ويضل ارتفاع البناء في بعض المواضع إلى ما يزيد عن خمسة عشر مترا.

مع انتشار المسيحية في عهد الإمبراطورية الرومانية؛ اتخذ من المكان وحرمه كنيسة دمرت على أيدي الدولة الفارسية الوثنية إبان احتلال فلسطين عام 614 ميلادي.

وفي عهد خلافة بني أمية؛ أعيد إعمار السور الأدومي، ورفعت شرفاته العلوية مع السقف، وظلت مقامات الأنبياء بالقباب، وفتح باب في الجهة الشرقية.

بعد احتلال إسرائيل للمدينة في عام1967م، شرع المستوطنون اليهود بالاستيطان في محيط المدينة ثم في داخلها، حيث يوجد حاليا خمس مواقع استيطانية يهودية، وهي: مستوطنة تل الرميدة، والدبويا، ومدرسة أسامة بن المنقذ،وسوق الخضار، والاستراحة السياحية قرب المسجد الإبراهيمي الشريف.

تعرض المسجد ولا يزال يتعرض للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة من الجنود والمستوطنين؛ بهدف تحويله إلى معبد يهودي. ومن أفظع المجازر التي تعرض إليها، المجزرة البشعة التي ارتكبها الإرهابي الإسرائيلي جولد شتاين، أحد مستوطني كريات أربع، بينما كان المصلون ساجدين في صلاة الفجرفي الخامس عشر من رمضان 25/2/1999، وقد ذهب ضحية هذه المجزرة 29 مصلياً، فضلاً عن جرح العشرات، وعلى أثر المذبحة تم تقسيم المسجد بين المسلمين واليهود.

ومن الأماكن السياحية والأثرية في مدينة الخليل: رامة الخليل أو حرمة رامة الخليل، حيث كانت تقوم على هذه البقعة قديماً بلدة تربينتس، ويقال أن إبراهيم -عليه السلام- أقام في هذه البقعة أكثر من مرة.

بركة السلطان:

تقع وسط مدينة الخليل إلى الجنوب الغربي من المسجد الإبراهيمي، بناها السلطان سيف الدين قلاوون الألفي، الذي تولى السلطة على مصر والشام أيام المماليك بحجارة مصقولة وقد اتخذت شكلا مربعا بلغ طول ضلعه أربعون مترا تقريبا.

متحف الخليل:

يقع في حارة الدارية قرب خان الخليل وكان في الأصل حماماً تركياً عرف باسم حمام إبراهيم الخليل، وبقرار من الرئيس ياسر عرفات حول إلى متحف.

البلوطة المقدسية:

تقع بالقرب من كنيسة المسكوبية على جبل الجلدة وهي شجرة ضخمة يرجح بأن عمرها يزيد عن خمسة آلاف سنة، ولا يسمح لأحد بالدخول إليها حفاظا عليها.

كنيسة المسكوبية:

 

 

كنيسة المسكوبية

 

تقع في حديقة الروم الأرثوذكس غربي المدينة، و مساحتها 6002م، بنيت في مطلع القرن الماضي، واستخدم في بنائها الحجر، أما المساحة التي أقيمت عليها فهي 70 دونمًا وهي الموقع الوحيد الخاص بالمسيحيين في المدينة.

رامة الخليل (بئر حرم الخليل):

كانت تقوم في ضوء المنطقة قديما بلدة تربينتس وهي تقع بالقرب من مدخل مدينة الخليل الشمالي الشرقي، وعرفت المنطقة في عهد الإمبراطور الروماني هدريان (117-138ميلادي) كمركز تجاري مهم، حجارة بنائه مماثلة لحجارة المسجد الإبراهيمي، ولم يتبق منها سوى ثلاث مداميك (صفوف) في بعض المواضع، ويوجد في المنطقة الجنوبية للموقع بئر مسقوف بني بالحجارة، إلا أن السقف محطم في بعض المواضع وبالقرب من البئر توجد أحواض حجرية صغيرة تستخدم لسقي الحيوانات.

المصدر: وكالة وفا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *